فلسطين أون لاين

تقرير هكذا تعاملت غزة مع إصابة محتملة بفيروس "كورونا"

...
جانب من المناورة (تصوير: محمود أبو حصيرة)
غزة- نور الدين صالح

داخل أروقة مستشفى عبد العزيز الرنتيسي شمال مدينة غزة، اشتبهت الطواقم الطبية بإصابة أحد المرضى بـ"كورونا"، بعد ظهور أعراض الفيروس عليه.

في تلك اللحظات استُنفرت الطواقم الطبية في المستشفى وأُعلنت حالة الطوارئ هناك، من أجل التعامل مع الحالة المشتبه بها بالطريقة الصحيحة، حفاظًا على سلامتها وخشية انتقال الفيروس للأطباء والمرضى.

إدارة المستشفى أغلقت أبوابها أمام المرضى والزوار حينها، واستدعت الطاقم الطبي المختص بالكشف عن فيروس "كورونا"، وتواصلت مع الأجهزة الأمنية وطواقم الدفاع المدني، للتوجه إلى المكان واتخاذ التدابير وإجراءات الوقاية اللازمة.

بضع دقائق حتى وصل الطاقم الطبي للمستشفى، تزامنًا مع وصول الأجهزة الأمنية التي سرعان ما هرعت لإغلاق المنطقة المُحيطة بالكامل، وفرضت منع تجول على المواطنين، وعلَّقت إقامة الصلاة في المساجد، وأغلقت المحال التجارية.

وبحذر شديد تعامل الطاقم الطبي المُختص بالكشف عن إصابة الشخص، حيث كان يرتدي الملابس الطبية المُعقّمة، والكمامات والقفازات الطبية، وباشرت طواقم الدفاع المدني تعقيم المكان، ضمن الإجراءات الاحترازية المعمول بها.

بدأ الأطباء في إجراء الفحوصات اللازمة للشخص المشتبه بإصابته بالفيروس، مثل ارتفاع درجة الحرارة وضيق التنفس، وسؤاله عن حيثيات ما جرى معه وتاريخ بدء الإصابة، وأبرز الأعراض التي شعر بها قبل وصوله للمستشفى.

وبعد الانتهاء من التعامل مع المشتبه به، توجَّه الطاقم الطبي والدفاع المدني، إلى منزل عائلة المشتبه به، القريب من المستشفى، لمعرفة المخالطين له.

وانطلقت أطقم الدفاع المدني لتعقيم منزل المشتبه به، وكل أرجاء الحي الذي يسكنه، بعد إغلاقه بالكامل من الأجهزة الأمنية.

وأمر الطاقم الطبي بأخذ عائلته وكل المخالطين له إلى مراكز الحجر الصحي الإجباري، تزامنًا مع نقل المشتبه به إلى المستشفى التركي الذي خصصته وزارة الصحة لعلاج مصابي فيروس كورونا.

كانت هذه المشاهد من مناورة تدريبية نفذتها وزارتا الداخلية والصحة في قطاع غزة، أمس، تحاكي اكتشاف إصابة بفيروس "كورونا" في حي سكني مكتظ بمنطقة النصر غربي مدينة غزة، شملت كيفية التعامل مع الإصابة، وإغلاق المنطقة السكنية، وفرض حظر التجوال في تلك المنطقة، مع تنفيذ الفصل الكامل بين كل المحافظات.

وجرت المناورة في النطاق الجغرافي، المتمثل بمنطقة حي النصر غرب مدينة غزة، وذلك في (المربع السكني الممتد من: مفترق العيون/ الجلاء بشارع النصر غربًا -مفترق العيون/ الجلاء بشارع الجلاء شرقًا – مفترق الغفري جنوبًا– مفترق اللبابيدي غربًا حتى مفترق العيون/ الجلاء شمالًا).

من جانبه قال الناطق باسم وزارة الداخلية، إياد البزم، إن الأجهزة المختصة أدَّت دورها في تلك المناورة وفق السيناريوهات المُعدة مسبقًا بهذا الخصوص، وقوَّمت لجنة حكومية مختصة هذه المناورة ودرست كل الملاحظات.

وأضاف البزم في تصريح: "نشكر المواطنين الكرام على تعاونهم في تنفيذ المناورة، واستجابتهم لكل التعليمات والإرشادات بهذا الخصوص، ما ساعدنا في إنجاح تنفيذ المناورة بكل سيناريوهاتها وتفاصيلها كما خطط لها".

وتأتي المناورة في إطار رفع الجهوزية وزيادة الكفاءة لدى الجهات الحكومية، في التعامل مع أي تطورات بخصوص مواجهة فيروس كورونا في قطاع غزة، خاصةً في ظل ازدياد الخطورة، وتفشي الفيروس في دول الجوار.