فلسطين أون لاين

العريس هشام بشكار.. فرحة عمر تقيّدها سلاسل إسرائيلية

...
نابلس-غزة/ طلال النبيه:

بسرعة كبيرة، تجهز الشاب هشام بشكار بآخر ملابس له في مرحلة العزوبية، منطلقًا لدعوة أصدقائه حضور حفل زفافه الذي تقرر أن يكون في السادس من الشهر الجاري، لكن تلك الدعوة توقف تنفيذها بقرار إسرائيلي.

بشكار (25 عاماً)، والذي يقطن في حي المساكن الشعبية بمدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، ودعته والدته أثناء خروجه من منزله متوجهًا لصديق له بمدينة رام الله، ليعود لها خبرًا نزل على قلبها كـ"الصاعقة".

"هشام اعتقلوه اليهود".. تلك الكلمات التي حولت مسار فرح وتجهيزات ليلة سمر مرتقبة للعريس بشكار، إلى حزن شديد.

لحظات ما قبل الاعتقال

بضحكة امتدت على وجنتي العريس، خلال آخر لقاء بينه وبين والدته، ردًا على تعليق فكاهي من والدته "فدوى"، قائلة له فور استعداده للخروج من بيته: "هشام مش لما تتزوج ما تجيش عندي".

ووصفت أمه تلك الضحكة العريضة بالقول وقلبها موجوع على اعتقال نجلها: "هذا آخر موقف معي قبل اعتقاله، ضحكته كانت بتجنن"، مشيرة إلى أن مراسم الفرح جاهزة بشكل كامل.

وأوضحت أن نجلها وزع "كروت الفرح" على أبناء وأهالي المخيم، وأصدقائه في مدن الضفة الغربية؛ إلا "أن الاحتلال اعتقله أثناء مروره على حاجز عائداً من رام الله إلى بيته في نابلس".

وفي اليوم الذي اعتقل فيه نجلها، في الثاني من الشهر الجاري، خاطبت أم فوزي زوجها بالقول: "لم يتبقَ شيء للفرحة الكبيرة (..) بدنا نغني الليلة الأهازيج ونزغرد ونفرّح هشام في حضور أهلنا وحبايبنا".

وقالت والدة العريس الأسير، لـ"فلسطين" في رسالة لنجلها المعتقل: "هشام أسد، ربنا يرضى عليه ويكون قوي ويقويه بزيادة، واللي بالسجن راح يطلع ونفرح فيه أحلى فرحة وأحلى عرس"، لتترك لعينيها تذرف الدموع بعد تلك الكلمات الموجعة.

وعانى الأسير هشام، من اعتقال متعدد ومتنوع متنقلاً بين سجون السلطة والاحتلال الإسرائيلي الذي اعتقل عنده 28 شهراً، فيما اعتقل عند السلطة أكثر من 6 أشهر دفعة واحدة عدا عن الاعتقالات المتكررة.

واعتقل هشام في سجن جنيد لدى وقائي نابلس على "ذمة المحافظ" بلا تهمة أو محاكمة، وهو ما أثر سلبًا على حياته الدراسية الجامعية وليتأخر على مقاعده الدراسية غير قادر على إتمام دراسته في تخصص الرياضيات بجامعة القدس المفتوحة.

وأكدت والدة العريس، أن تلك السياسة من جانب الاحتلال والسلطة على حد سواء "لن تنال من صمودهم أو إرادتهم".

وأشارت إلى أن نجلها لم يعرض حتى اللحظة على المحاكم الإسرائيلية، معبرة عن أملها في الإفراج عنه وإتمام مراسم الزواج، وإدخال السرور والفرحة الكبيرة على قلبه وأسرته.

وأشارت إلى تأثر خطيبة وأشقاء هشام بالحدث المفاجئ لهم وللعائلة وأصدقائه، مؤكدة أنها ستبقي أملها في الله كبيراً بالإفراج عن نجلها في الوقت القريب رغم محاولات الاحتلال التنغيص عليهم بين فترة زمنية وأخرى.

المصدر / فلسطين أون لاين