فلسطين أون لاين

معارك من خطابات السلطة تجعل العدو مطمئنا

تعب اللسان، وجف الحلق، وجاعت المعد، ولم يبق في العين دمع.

وقف التنسيق الأمني

لا يمكن وقف التنسيق الأمني

جزئيا ممكن... كليا غير ممكن... وهلم جرا... أهل الخطابات والوعود والعهود هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب الاحتلال، وظلم الحكام وجواريهم، وحرسهم، وحاملي مفاتيح خزائنهم المكدسة فيها أموال شعب نهبت، وحقوق شهداء دفنت؟

رغم تهديده بوقف التنسيق الأمني، لا يستطيع أبو مازن وقفه اذا أرادا أن تبقى السلطة، ولا يستطيع أن يوقفه جزئيا لأن (اسرائيل) لا تخيره، وتطلب تنفيذ الاتفاق كاملا، وإلا لن تدفع للفلسطينيين أموالهم المحجوزة والمتآكلة بعد كل قرار يصدره العنصريون عبر محاكمهم العنصرية. نسق …. تقبض … وإذا لم يقبض لن يستدعي أبو مازن مال الخزائن بل لن يدفع مرتبات المتقاعدين والأسرى والشهداء والموظفين، أما الأمن والمخابرات فخبزها يأتيها بعلب أنيقة من عجوز التعذيب، وقاتلة شباب العراق، وحارقة قمح سوريا رئيسة السي آي ايه صديقة أخينا المتربع على "عرش التنسيق".

الدكتور محمد اشتيه تحدث للجميع باقتضاب، وكأنما الكلام موجه لـ(إسرائيل) ولأميركا وليس للشعب الفلسطيني، قال: لن نتمكن من دفع الرواتب آخر الشهر، والسبب عدم دفع (اسرائيل) مستحقات الشعب الفلسطيني من الجمارك والضرائب، التي وقع أبو علاء على تسلم (اسرائيل) لها وتقوم هي بدفعها للسلطة مقابل 3% منها تكاليف عمل الجهات العاملة، وكأنما السلطة هي التي طلبت من (اسرائيل) أن تجبي لها الجمارك والضرائب.

المهم أن رئيس الوزراء أعلن أن الرواتب لن تدفع : لا أسرى ولا شهداء ولا متقاعدين ولا موظفين، وكما قلنا باستثناء أجهزة الأمن التي تقبض مباشرة مكافأتها من واشنطن عبر جهاز المخابرات.

لن نناقش هنا ”السؤال والجواب” حول أموال الشعب الفلسطيني… أين ذهبت وباسم من مسجلة، ومن يتصرف فيها؟

ولن نسأل عن تحالف الأثرياء مع بعض مسؤولي السلطة، ورجال أعمال لا ينتمون لفلسطين ودورهم في اذلال الشعب الفلسطيني لكننا سنوجه الكلام لكل الذين ينتقدون موقف ابو مازن والمسؤولين الآخرين: لماذا تستمرون في توجيه الانتقادات، وقد أعلن المسؤولون أنهم لا يستطيعون دفع المعاشات (ايار وحزيران و ….. )، وطالما أن نتنياهو فسر بوضوح لماذا لا تدفع (اسرائيل) المستحقات… الالتزام بالاتفاق الأمني، هو الطريق لدفع ما يترتب على (اسرائيل)، هل ستستمر التنظيمات في حالة انتظار لما سيجود به الرئيس محمود عباس أم أنها ستتحرك لنصرة الشعب، ومحاربة الضم والاحتلال؟

فتحريك الوضع لا يتم بانتقاد للسلطة فقط… بل بالتحرك الايجابي الشعبي للتصدي للضم ولمشروع ترامب، ولكل من يتساوق مع الضم والمشروع لأن بقاء التنظيمات في موقع مكانك راوح سوف يزيد من الاحباط، ويشعر الشعب بأن العجز عام وليس خاصا بالمقاطعة .

لقد ودعنا بالأمس داعم الصمود والايمان بالحق والمؤمن بتقدير الشعب رمضان شلح وعاهدناه أن نستمر، ولكن حتى نستمر لابد أن نبدأ بالتصدي والمواجهة، وليتأكد الجميع أن ما يشجع المتساوقين، هو شعورهم بأن الرافضين للتنسيق والضم محاصرون أيضا.

عدم دفع الرواتب سيخلف مآسي كبيرة، فقد أقام كل موظف حياته على الأقساط ويذهب راتبه لدفع هذه الأقساط التي تشكل الدورة المالية في الأسواق، والآن سيصاب الكل بالشلل خلال شهرين، يريدون من الشعب أن ييأس وأن يطالب بالتنسيق الأمني حتى تدفع الأقساط لكن هذا سيولد حالة من التناقض سيكون لها انعكاسها السلبي الأكيد على رص الصفوف، وتوحيد الجهود للتصدي للضم ومشروع التصفية….. إنه الكمين الذي ينظم مقارنته موقف من يتصرف بمال الشعب الفلسطيني ومن يرفض دفع الرواتب ومن هو غير مؤتمن على مال الشعب.

إننا ننبه الجميع… سواء الذين يناضلون في الضفة أو غزة أو في الخارج بأن الأيام القادمة تحتاج إلى مواقف حاسمة ، وقد تكون الأوضاع القادمة دموية بدءا من شوارع رام الله.

المصدر / رأي اليوم