فلسطين أون لاين

​مراقبون: فتح تخوض الانتخابات المحلية مع ذاتها

...
صورة أرشيفية للانتخابات المحلية
نابلس - خاص "فلسطين"

ما زالت فتح تحصد ثمار خلافاتها الداخلية وحالة الصراعات التي تعيشها، ويبدو ذلك واضحا في ظل عجزها عن تشكيل قوائم انتخابية لخوض الانتخابات المحلية في الضفة الغربية المحتلة المزمع إجراؤها في 13 مايو/ أيار المقبل.

ويجمع الكثير من المراقبين على أن الحركة التي يناهز عمرها 52 عاما تعيش حالة من التشتت تضاف إلى خسارتها المعنوية للانتخابات، وإن استطاعت حسمها لصالحها بفعل خوضها دون وجود أي منافس حقيقي.

ويقول مصدر قيادي في حركة فتح، إن حركته ستبقى عاجزة عن تشكيل قوائم انتخابية تلبي رغبات المواطن وتطلعاته، بفعل صراعات داخلية وانشقاقات قديمة تغذيها رغبات الكثيرين بالوصول إلى كراسي ومناصب البلديات وهو ما جعل من الصراعات الخفية سيدة الموقف.

وأضاف لصحيفة "فلسطين":" في اغلب المدن هناك صراعات شديدة وخلافات عميقة تحول دون الوصول إلى أدنى المطلوب من أشكال القوائم الانتخابية، ووجود جهات محسوبة على محمد دحلان يزيد الخلافات تعقيداً، إذ تسعى تلك الجهات إلى تشكيل قوائم في ظاهرها حيادية إلا أنها في النهاية ستكون على حساب القوائم الحركية".

وكشف المصدر، عن وجود مساع قوية وحقيقية لعقد اتفاقات وتحالفات مع شخصيات تتمتع بالكفاءة والمكانة المجتمعية "بغية الهروب من وحل الهزيمة ولضمان عدم تلقيها ضربة أخرى قد تقسم ظهرها في ظل الشرخ الذي تعيشه"، على حد تعبيره.

ويرى الكاتب والباحث عماد صلاح الدين، أن خلافات فتح الداخلية هي سبب عجزها الأكبر عن تشكيل القوائم الانتخابية والخروج بموقف قوي من الانتخابات وبالتالي المنافسة بكل قوتها".

ويعتقد صلاح الدين، أن معضلة فتح الحالية ليست في الخلافات بين تياري رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ودحلان، وإنما في وجود تيارات أخرى متنافسة ومتصارعة داخل جسم فتح الحركي".

وأوضح "ثمة تيار توفيق الطيراوي مقابل تيار جبريل الرجوب، وتيار آخر قوي ناقم على سياسات كل من تناساه، فهو له من الاطماع والأهداف الكثيرة ممثلاً بتيار الأسرى الذي يقوده مروان البرغوثي".

وأشار صلاح الدين، إلى أن فتح منذ اتفاق أوسلو تعيش انقساما على ذاتها "وكل ما كان يحافظ على استقرارها خلال السنوات التي تلت أوسلو، هو جود الرئيس الراحل أبو عمار عام 2014، الذي كان يحكم السيطرة على كافة جوانبها على عكس واقعها المشرذم اليوم".

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين مع نظيره، بأن فتح تخوض الانتخابات مع نفسها "لغياب منافس قوي وأساسي في تحديد اتجاهات الرأي العام السياسي لم يرغب في قيادته على المستوى السياسي"، متسائلاً "إذا قاطعت حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، فمن ستنافس فتح؟".

وأكمل عز الدين:" فتح الآن لا يعنيها أي شيء سوى الوصول إلى رئاسة البلديات، وإن استمرت خلافاتها الداخلية ففي نهاية المطاف ما دام المنافس غير متوفر، فيعدو التماسك التنظيمي أو الصف الداخلي غير ذات أهمية، لأنه من وجهة نظرها هي الكاسب الأكبر".