فلسطين أون لاين

المواطن هو الضحية

الدولار "الأبيض" و"الأزرق".. مزاجية البنوك ومحلات الصرافة بغزة

...
غزة- رامي رمانة

يقع المواطن الغزي، ضحية مضاربة البنوك ومحال الصرافة، بعدما يضطر لاستلام راتبه أو وديعته في البنوك المحلية بـ"الدولار الأبيض"، وهو صنف غير محبّذ عند مكاتب الصرافة التي إن اضطرت إلى شرائه يكون بأقل الأسعار.

ورغم تحذير سلطة النقد الفلسطينية المتكرر من ذلك التلاعب المخالف لأنظمتها إلا أن الأمر ما زال قائما، وكأن المؤسسات التي تنطلي تحت أنظمتها تغرد خارج السرب.

يقول المواطن سعيد عبد الهادي: إنه حين ذهب إلى استلام وديعته من أحد البنوك المقدرة بــ3 آلاف دولار، أعطاه الموظف أكثر من نصفها بعملة الدولار القديم "الأبيض".

وأضاف عبد الهادي لصحيفة فلسطين: طلبت من الموظف استبدالها بالدولار الجديد "الأزرق" لأن الأبيض تشتريه مكاتب الصرافة بسعر بخس، لكنه رفض، فاضطررت إلى الذهاب إلى مسؤول البنك، وتحت إلحاح شديد قبل المسؤول بإعطائي ثلثي الوديعة "دولار أزرق".

فيما طالب المواطن خالد العرجا، سلطة النقد بضرورة مراقبة تنفيذ قراراتها من جانب البنوك ومحلات الصرافة بغزة والعمل على إخطار المخالفين وتغريمهم حماية لحقوق المواطنين.

وأشار العرجا في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن البنوك ومحال الصرافة تعمل وكأنها لا تخضع  لتعليمات سلطة النقد. 

ووجه زاهر مصباح، صاحب محل للصرافة والحوالات المالية، الاتهام إلى أحد البنوك الكبرى في غزة بعد إغداقه السوق بالدولار الأبيض والمهترئ.

وقال مصباح: إن  البنك –تتحفظ الصحيفة على ذكر اسمه- لم يعد يقبل استلام الدولار القديم "الأبيض" من الصرافين أو المواطنين، وهذه الخطوة ساهمت بلا شك في زيادة الكميات المعروضة من "الدولار الأبيض" في السوق المحلي.

وأضاف مصباح لصحيفة "فلسطين" أن البنك يتعامل بازدواجية، فيقبل "الدولار الأبيض" من أصحاب المنشآت والشركات لكي يحافظه على علاقته الودية والتجارية المتبادلة ويرفضها في الوقت نفسه من الصرافين والمواطنين.

ولفت إلى أن البنوك عامة -للأسف الشديد- توعز إلى صرافاتها الآلية بصرف "الدولار الأبيض" وترفض استلامه داخل البنك، وهذا أمر زاد من حجم الأزمة، ويعد نوعًا من التلاعب  والاحتيال والالتفاف على قرارات سلطة النقد.

كما أكد عمر كامل، صاحب أحد محلات الصرافة، أن "الدولار الأبيض" موجود بكثرة في السوق المحلي، ولا مجال لتصريفه إلا عبر البنوك التي ترفض أخذ مزيد منه؛ نظراً لفائضه لديها حسب ادعائها.

وأوضح كامل لصحيفة "فلسطين" أنه كان يتم تصريف الدولار القديم والمهترئ إلى أسواق الضفة و(اسرائيل) غير أن التجار الآن ممنوعون من التنقل بسبب إجراءات الحد من "كورونا".

وألقى باللوم على المواطن الذي يسيء حفظ العملات الورقية ويعرضه للأتربة والرطوبة.

وأشار كامل إلى أن مكاتب الصرافة تشتري "الدولار الأبيض" بسعر أقل من "الأزرق"، كون التجارة به تحمل درجة من المخاطرة.

ودعا سلطة النقد إلى استبدال العملات الورقية والمعدنية التالفة من أسواق قطاع غزة، والايعاز إلى البنوك بعدم التمييز بين الدولار الجديد والقديم.

وكان المستشار المالي الحسن بكر، رأى في تصريح سابق لصحيفة "فلسطين"، أن السبب الرئيس في حدوث التعفن على العملة، هو تخزينها تحت الملابس، أو داخل أكياس بلاستيكية، مما يوفر ذلك فرصة ملائمة لتكون الرطوبة التي تتحول إلى عفن.

وأشار إلى أن الدولار الأمريكي المغسول يخسر من5-10% من القيمة الرسمية، لافتاً إلى أن مادة الكلور أحد المكونات الأساسية التي تدخل في عملية غسيل العملة الورقية، ثم يتم تجفيفها في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس أو باستخدام المكوى.