فلسطين أون لاين

​التغول الإسرائيلي في الداخل المحتل يلتهم كل ما هو فلسطيني

...
الناصرة / غزة - أحمد المصري

تطل الذكرى الـ41 ليوم الأرض، في وقت تتصاعد فيه انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي على الأرض والإنسان والمقدسات الفلسطينية في الداخل المحتل عام 1948، لتصل إلى غايات وأهداف معلنة، بأن تكون الأرض خالصة لليهود وما دونهم قلة محاصرون ما بين مطرقة السياسات العنصرية وسندان الاستيلاء المنظم على مقدراتهم.

ويُحيي الفلسطينيون في الداخل المحتل، اليوم الخميس الموافق 30 مارس/ آذار، ذكرى يوم الأرض، عبر سلسلة من الفعاليات والأنشطة والندوات السياسية والمسيرات.

ويؤكد الفلسطينيون خلال فعاليات إحياء يوم الأرض، تمسكهم بأرضهم وبيوتهم.

وجاءت ذكرى يوم الأرض بعد أحداث جرت قبل 41 عامًا، قامت خلاله سلطات الاحتلال بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة للفلسطينيين، وقد عم إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة مواطنين وأُصيب واعتقل المئات.

واعتبرت المظاهرات التي انطلقت في أحداث يوم الأرض بأنها المرة الأولى التي ينظم فيها الفلسطينيون في الداخل المحتل احتجاجات عارمة ضد سياسات الاحتلال بصورة جماعية، وغير مسبوقة، لأسباب متعددة.

ويقول النائب العربي في "الكنيست" الإسرائيلي، مسعود غنايم، إن المعركة التي بدأت فصولها في أحداث مارس/ آذار عام 1976، والتي عرفت بيوم الأرض، ما زالت مستمرة، حيث الأسباب والعوامل التي أدت إليها كلها متوافرة حتى يومنا هذا.

ويضيف غنايم لـ"فلسطين"، أن المعركة باتت أشرس ما بين الاحتلال والفلسطينيين في الداخل المحتل، لاسيما مع تعاقب الحكومات اليمينية المتشددة، وصب هذه الحكومات جل فعلها على مصادرة ما تبقى من أرض مملوكة للعرب.

ولفت إلى أن مؤسسات الاحتلال زادت بشكل مهول من إجراءاتها العنصرية والتمييز ضد العرب، من خلال سن التشريعات والقوانين في الكنيست ضدهم، لدفع العرب على ترك وطنهم أو الرضا والقبول بما يجري بحقهم دون أدنى تحرك.

ويؤكد غنايم أن حكومات الاحتلال المتعاقبة لديها مشروع، تسير بخطى واثقة لتحقيقه، وتتمثل أركانه في ابتلاع متواصل للأرض الفلسطينية وتهويدها وضمها للمشروع الاستيطاني الكبير، إلى جانب التضييق الدائم على الفلسطينيين ومعاملتهم بصورة عنصرية.

ونبه إلى أن ما تبقى من أراض بيد المواطنين العرب ووفقًا للمجالس والبلديات لا يزيد عن 3% من كامل الأراضي المحتلة عام 48، وقد تمَّ مصادرة هذه الأراضي تباعًا على مدار عمر الاحتلال، مشيرًا إلى أن المصادرة مستمرة حتى اليوم، وعملاً بمبدأ احتلالي أصيل "أرض أكثر لليهود، عرب أقل".

وعادة ما كانت تشهد المدن والقرى والبلدات العربية في الداخل المحتل عام 48 إضرابًا عامًا لمناسبة يوم الأرض، مع مؤازرة من الضفة الغربية وقطاع غزة وحتى دول الشتات، وتعتبر الذكرى رمزًا للصمود لدى الشعب الفلسطيني خاصة أنها تروي قصة الصراع العربي مع المحتل.

أمر استراتيجي

ويتفق رئيس لجنة الحريات في الداخل المحتل الشيخ كمال الخطيب، مع سابقه النائب غنايم، حيث أشار إلى أن التغول الإسرائيلي صار ينفذ ضد كل شيء عربي في الداخل الفلسطيني عام 48، وأن هذا التغول تعده السلطات الرسمية أمرًا استراتيجيًا، ومربحًا في ذات الوقت سياسي.

ويلفت الخطيب لـ"فلسطين"، إلى أن ذكرى يوم الأرض تحل وسط تغول واسع وتصعيد غير مسبوق من قبل مؤسسات الاحتلال الرسمية على الأرض والإنسان العربي، مشيرًا إلى أن أي شخص يمكن أن يلمس تغول الاحتلال بقليل من المتابعة والتفحص.

ويشير إلى أن الاحتلال يتغول على الأرض والبيوت ويقتل العرب كما جرى في قرية أم الحيران، ويلاحق النشطاء العاملين في قضايا الشعب الفلسطيني، ويغلق المؤسسات، ويسن عبر الكنيست ما يمُكنه من أن يزيد من هذه الممارسات.

وينبه إلى أن قيادة الاحتلال السياسية والأمنية تتعامل مع العرب في الداخل المحتل عام 48 كأنهم مرض سرطان في "جسم الدولة يجب إزالته والتخلص منهم"، متابعًا "هذا كله يشير إلى المرحلة الصعبة التي نعيشها".

ويختتم الخطيب حديثه بالقول إن "ذكرى يوم الأرض تحل في ظل تغوّل سياسة الاقتلاع ونهب الأرض، والسعي لتسريع تدمير آلاف البيوت العربية، والتهديد بهدم أكثر من 50 ألف منزل، غير أن ذلك لن يفت من عضد التشبث بالأرض وعدم تركها لقمة سائغة لمن أراد".