فلسطين أون لاين

الفلسطينيون البدو.. ضحية العنصرية الإسرائيلية في زمن كورونا

في زمن كورونا يواجه العرب البدو في (إسرائيل) تمييزا عنصريا فجاً من المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة في ظروف العزل الصحي التي تفرضها سلطات الاحتلال، بسبب انعدام وسائل التواصل المتوفرة لدى الإسرائيليين في مناطقهم البعيدة، لا سيما على صعيد الخدمات الطلابية التعليمية.

يواجه الطلاب العرب البدو في (إسرائيل) صعوبات كبيرة في التأقلم مع ظروف العزل الصحي بسبب انتشار فيروس كورونا، مع أن المدارس الثانوية والكليات الإسرائيلية تقيم دورات عبر الإنترنت للطلاب المحصورين بسبب الفيروس، لكن هذه المبادرات لا قيمة لها للتلاميذ البدو الذين لديهم القليل من الوصول لأجهزة الكمبيوتر أو الإنترنت السريع في قراهم.

هذه الظاهرة ملحوظة بين البدو في (إسرائيل)، البالغ عددهم 250 ألف نسمة، ويعيش خمسهم في قرى غير معترف بها من الحكومة، ولا تتوفر لديهم مرافق بنية تحتية، ويعدون أفقر مجموعة سكانية في (إسرائيل)، ولذلك فإن تحصيلهم التعليمي منخفض بشكل خاص.

يبلغ معدل البدو الذين بدؤوا الدراسة للحصول على البكالوريوس 14% فقط، مقارنة بـ46% من اليهود، في حين معدل تسجيل الطلاب البدو هو 32% مقارنة بـ68% بين عامة الإسرائيليين، لكن إحدى المشكلات الرئيسة لنظام التعليم في المجتمع الإسرائيلي البدوي نقص البنية التحتية بشكل عام، ونقص التكنولوجيا بشكل خاص.

يوجد في النقب 102 ألف طفل في سن الدراسة، منهم 36 ألفا يعيشون في قرى غير معترف بها مفتقرة لشبكات الإنترنت والبنية التحتية، ويعيش 20 ألفا في البلدات المجاورة، و30 ألفا في أحياء ذات بنية تحتية، لكنهم جزء من أسر لديها 8 أطفال على الأقل، وحاسوب واحد فقط في المنزل، وبالتالي فإن نصف الطلاب البدو في النقب لا يمكنهم الوصول لشبكة الإنترنت.

وبعد أن قررت الحكومة الإسرائيلية تعليق نظام التعليم بالكامل بسبب أزمة الفيروس، انتقلت المدارس والمؤسسات الأكاديمية للتعلم عبر الإنترنت، معتمدين على البرامج والتطبيقات مثل Zoom، التي تتطلب دمج مواد الفيديو التعليمية المرسلة عبر الإنترنت، اتصالات إنترنت قوية، وهو ما تفتقر إليه القرى البدوية في النقب.

لذلك يتم فصل الطلاب البدو عن مدارسهم، في حين يواصل أقرانهم في (إسرائيل) التعلم، ورغم أن وزارة التعليم فتحت بوابة تعليمية بالعبرية، لكنها جعلت المواد المتاحة بالعربية أقل بكثير، فالتعلم عن بعد يتطلب إنترنت سريعا، وليس لدى البدو البنية التحتية اللازمة، كباقي أنحاء إسرائيل، ما يعني أن يخسر 100 ألف طالب بدوي في سن الدراسة، و2000 طالب جامعي بدوي من النقب نصف عام دراسي، ما يعني اتساع الفجوة مع الطلاب الإسرائيليين.