على غير العادة، كشفت أزمة الكورونا في إسرائيل عن وجود نقص في العديد من المعدات والتجهيزات والمستلزمات الطبية والحياتية المختلفة، مما كشف ضعف الاستعدادات الإسرائيلية، وهشاشة تجهيزات الوزارات المختلفة في مواجهة الوباء.
فقد أعلنت الجهات الإسرائيلية المسئولة أن هذه الأزمة الطاحنة كشفت عدم وجود احتياطي كافي من وسائل الحماية ومواد التعقيم لمعالجة فيروس كورونا في إسرائيل، إضافة لوجود فجوة بين الوزارات في درجة الاستعداد لعلاج الأزمة، وسباق بين الجهات المختلفة؛ منها الداخلية والمستشفيات، للتزود السريع بقدر الإمكان لسد النقص، مع وجود تنافس على الاحتياطي المحدود، وتشير المعطيات الإحصائية أن وزارة الصحة ليس لديها مخزن لتخزين المعدات الطبية والأدوية لمعالجة مرضى كورونا، رغم أنها زعمت استعدادها لمواجهة طويلة.
في حين وجهت الأوساط الإسرائيلية انتقادًا لاذعًا لأداء الحكومة على خلفية دخول مئات العاملين بالمجال الصحي في الحجر الطبي، مع تفشي كورونا، وزاد عددهم على الثلاثة آلاف، رغم أن هؤلاء هم خط الجبهة في الحرب ضد الكورونا، وعرضة له أكثر من الآخرين، مع أن بعض المستشفيات الإسرائيلية لا توجد بها كميات كافية من المستلزمات.
مع العلم أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإعلان فرض الإغلاق الكامل على كافة أرجاء إسرائيل تحسبًا لمنع انتشار الكورونا، وسيشمل هذا الإجراء الأصعب وضع جندي عسكري بجانب كل شرطي مدني، وتوزيع ألف مركبة عسكرية لنقل مرضى الكورونا المحتملين.
في حين صدَّقت قيادة الجيش على خطة تقضي بفرض حظر تجوال كامل في كل أرجاء إسرائيل، وهو السيناريو المتطرف المتوقع أن يتم اللجوء إليه، مما سيضع المزيد من الأعباء على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، خاصة وأنه من المتوقع أن يشمل القرار وقفًا كاملًا لحركة المواصلات العامة.
وفي حال وصلت إنذارات أمنية ساخنة عن أحداث خطيرة حول الحدود، فإن الجيش سيضطر للانصراف إلى تلك الأحداث، وفي هذه الحالة ستكون الشرطة مضطرة للاستعانة بأعداد قليلة من الجيش لفرض إجراءاتها الاحترازية، وفي هذه المرحلة ليس هناك خطط للاستعانة بجيش الاحتياط للعمل في خدمة الشرطة، وإنما الاكتفاء بالجيش النظامي.
الخشية الكبرى في صفوف الجيش تتعلق بأنه إن اندلعت حرب عسكرية حول الحدود المجاورة لإسرائيل، فإن الجنود لا يعرفون في هذه الحالة كيف سيقومون بمهامهم العسكرية والقتالية في حال علموا أنهم مصابون بهذا الفيروس.
أخيرا.. فقد توقع الإسرائيليون أن كيانهم "المتطور" سيعثر على قائد يقودهم في هذه اللحظة الحرجة، يهدئ من روع القلقين منهم، والمحجورين في منازلهم، والملتصقين بشاشات التلفزة، ويشاهدون الكلمة المملة "كل شيء سيكون على ما يرام"، وكأن من يردد هذه الكلمة اكتشف سر الوباء أو علاجه السحري، ولكن دون جدوى.