بعد مرور قرابة الأسابيع الثلاثة على إجراء الانتخابات الإسرائيلية، وتساوي فرص الليكود مع أزرق-أبيض، ونجاح زعيم الأخير بيني غانتس، بقدرة قادر، بأن يحظى بكتاب تشكيل الحكومة الجديدة، لكن لا يبدو أن طريقه معبدة في هذا المسار.
في المقابل، فمن الواضح أن بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الانتقالية، يريد على كل الأحوال التوجه إلى انتخابات رابعة، لاسيما في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا، مما يعني أن نتنياهو لا يسعى لتشكيل حكومة وحدة، بل يريد حكومة يمين ضيقة من 61 عضو برلمان على الأقل.
هذا يعني أن الوقت وأزمة كورونا قد يعملان لصالح نتنياهو، في حين أن خصمه يواجه صعوبات في تشكيل حكومة ضيقة خلال الأسابيع الأربعة الممنوحة له، مما يشير إلى ان نتنياهو سيواصل مهمته بترؤس الحكومة الحالية، دون كنيست يمارس مهامه، ولا قضاء فعال، ويجعله يطرح السؤال على نفسه: ما الذي يدفعه لتغيير هذا الواقع القائم، وهو يعمل لصالحه، لا سيما أن الظرف السياسي في إسرائيل ما زال على حاله منذ الانتخابات السابقة.
يسعى نتنياهو بكل قوته لتحصيل جدار حديدي مكون من 61 نائبا في الكنيست، هذا حصل في أبريل 2019، لكن أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا انقلب في مواقفه، ثم ذهب الإسرائيليون للجولة الثانية في سبتمبر 2019، ثم توجهوا للجولة الثالثة في مارس 2020، ومع ذلك فإن شيئا لم يتغير، رغم أن تغييرا ما قد يكون لصالح نتنياهو، خاصة بعد أن تم توجيه لائحة اتهام له بالفساد والرشوة والاحتيال.
اللافت أن نتنياهو طالما لا يملك في جيبه 61 عضو كنيست، مما يجعله غير قادر على التغلب على الأحكام القضائية التي تنتظره، لكنه سيحاول مرة واثنتين وثلاثة، ولن يمل، رغم أن أزمة كورونا قد تجبره على الذهاب لخيار حكومة الوحدة، من أجل الذهاب لانتخابات رابعة، ولذلك فإن نتنياهو وفريقه يضعون المزيد من الصعوبات، ويختلقون العراقيل من أجل استغلال أزمة كورونا.
غانتس في المقابل يواصل محاولاته لإقامة حكومة لمواجهة الجهود المضادة، ولو من خلال سن بعض القوانين التي تخيف نتنياهو، لكن فرصها ليست كبيرة لتمريرها عبر الكنيست، مع أن فرص غانتس ليست قوية إلى حد كبير لتشكيل حكومة ضيقة، طالما أن بعض أعضاء حزبه يرفضون أن تقوم هذه الحكومة بالاعتماد على القائمة العربية المشتركة.
وفي حال لم ينجح نتنياهو بتشكيل حكومته، فسنذهب لانتخابات رابعة، رغم أن مثل هذه الانتخابات لن تقوم في ظل أزمة الكورونا، ما يعني بالضرورة أن يبقى نتنياهو رئيسا للحكومة، ومع ذلك فإنه يحاول تجنيد مساعديه، بتقديم مقترحات لغانتس لإقامة حكومة وحدة مع أزرق أبيض بتساوي المقاعد الوزارية، وبالتناوب على رئاسة الحكومة، شرط أن يكون نتنياهو هو الأول.