فلسطين أون لاين

​معارك عنيفة في دمشق اثر هجوم مباغت للفصائل المقاتلة

...
ألسنة الدخان المتصاعدة من حي جوبر في دمشق (أ ف ب)
بيروت - (أ ف ب)

تخوض الفصائل المقاتلة وأبرزها جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) معارك عنيفة ضد قوات النظام السوري على أطراف حي العباسيين في وسط دمشق، بعدما تمكن عناصرها من التسلل من حي جوبر المجاور إثر هجوم مباغت.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" إن الفصائل المقاتلة في دمشق انتقلت الأحد إلى موقع "هجومي" مع محاولاتها المتكررة التقدم إلى وسط العاصمة.

وأفاد المرصد بعد ظهر الأحد بأن مقاتلين من "الفصائل المقاتلة وهيئة تحرير الشام، ائتلاف فصائل أبرزها جبهة فتح الشام، تمكنوا من التسلل والوصول إلى كراجات العباسيين" وهي عبارة عن موقف للسيارات والحافلات على أطراف الحي الواقع في وسط دمشق، ويحاذيه حي جوبر من جهة الشرق.

وأوضح عبد الرحمن أن المقاتلين "تمكنوا من السيطرة على أجزاء واسعة من الكراجات، حيث تخوض قوات النظام معارك عنيفة لاسترداد ما خسرته"،

وبحسب عبد الرحمن، فإنها "أول مرة منذ عامين تصل فيها الاشتباكات إلى هذه المنطقة".

ونفت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" الأنباء عن "سيطرة الارهابيين على كراجات العباسيين"، مؤكدة أن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة تصدت لهجوم إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التكفيرية التابعة له على عدد من النقاط العسكرية والأبنية السكنية في أطراف حي جوبر" وفق تعبيره.

وبدأت المعارك بين الطرفين صباح الأحد إثر هجوم مباغت بدأته الفصائل المقاتلة وتخلله تفجير عربتين مفخختين على مواقع تابعة لقوات النظام في حي جوبر، وتمكنت من السيطرة على سبع نقاط على الأقل، تقدمت منها باتجاه العباسيين، بحسب المرصد.

وأكد التلفزيون السوري الرسمي أن "الجيش السوري تصدى لهجوم شنه إرهابيو جبهة النصرة والمجموعات المتحالفة معها على محور الكراش في حي جوبر" على حد تعبيره.

وأفاد عن "استهدافات مكثفة للجيش.. بسلاح المدفعية باتجاه المحاور التي حاول الإرهابيون التسلل اليها"، لافتا إلى أن "الجيش منع حركة مرور المواطنين حفاظا على سلامتهم".

وبث التلفزيون السوري الرسمي ظهرا مشاهد مباشرة من ساحة العباسيين التي بدت خالية تماما من حركة السيارات والمارة.

وقال مراسلو "فرانس برس" في دمشق أن وحدات الجيش استقدمت تعزيزات كبيرة إلى منطقة العباسيين وقطعت كل الطرق المؤدية اليها، فيما لازم السكان منازلهم خوفاً وخشية من الرصاص الطائش والقذائف.

وبحسب المرصد، نفذت الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام الأحد 30 غارة على الأقل على حي جوبر.

موقع "هجومي"

وتتقاسم قوات النظام والفصائل السيطرة على حي جوبر، الذي يعد وفق عبد الرحمن "خط المواجهة الأول بين الطرفين، باعتباره أقرب نقطة إلى وسط العاصمة تتواجد فيها الفصائل".

واعتبر عبد الرحمن أن الفصائل انتقلت الأحد "من موقع الدفاع في جوبر إلى موقع الهجوم" واصفاً ما جرى بأنه "ليس مجرد مناوشات بل محاولات مستمرة للتقدم" إلى وسط العاصمة.

وتخلل المعارك اطلاق الفصائل قذائف صاروخية على أحياء عدة في وسط العاصمة، أبرزها العباسيين والمهاجرين وباب توما والقصاع.

وتردد دوي القصف والمعارك في انحاء العاصمة، فيما أعلن عدد من المدارس تعليق الدروس حفاظاً على سلامة الطلاب.

وتأتي المعارك في جوبر وأطراف العباسيين بعد معارك مستمرة بين فصائل مقاتلة وإسلامية أبرزها حركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام وقوات النظام في أحياء برزة وتشرين والقابون في شرق دمشق.

ويهدف هجوم الفصائل في جوبر وفق عبد الرحمن عدا عن تحقيق تقدم، إلى "تخفيف الضغط عن محوري برزة وتشرين بعد ساعات من تمكن قوات النظام من تحقيق تقدم هام بسيطرتها على أجزاء واسعة من شارع رئيسي يربط الحيين الواقعين في شرق دمشق".

ومن شأن استكمال قوات النظام سيطرتها على الشارع أن يسمح بفصل برزة كليا عن بقية الأحياء في شرق دمشق، وفق عبد الرحمن.

وأحصى المرصد الاحد "مقتل تسعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فيما قضى 12 مقاتلاً من الفصائل الإسلامية" في الاشتباكات بين الطرفين في الساعات الـ24 الأخيرة.

وبدأت قوات النظام منذ شهر هجوماً على أحياء برزة وتشرين والقابون، يهدف إلى الضغط على الفصائل لدفعها إلى توقيع اتفاق مصالحة وإلى فصل برزة عن الحيين الأخرين.

وتعد برزة منطقة مصالحة بين الحكومة والفصائل منذ العام 2014 في حين تم التوصل في حيي تشرين والقابون إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في العام ذاته بحسب المرصد، من دون أن تدخلهما مؤسسات الدولة.

على جبهة أخرى، وصل الأحد نحو 1500 شخص معظمهم من المدنيين على متن حافلات إلى مدينة جرابلس في محافظة حلب (شمال) بعد إخراجهم السبت من حي الوعر، آخر معقل للفصائل المعارضة في مدينة حمص (وسط)، تنفيذا لاتفاق ترعاه روسيا، ومن شأن اتمامه على مراحل أن يسمح للقوات الحكومية بالسيطرة الكاملة على المدينة.