من المتوقع أن تخرج هذه السطور للنشر، فيما يبدأ الإسرائيليون بالخروج من منازلهم متوجهين لصناديق الاقتراع، للمرة الثالثة في عام واحد، مما يفسح المجال لتقديم قراءة استشرافية عن مآلات هذه الجولة الانتخابية، وسط تشاؤم لا يخفيه الإسرائيليون بألا تسفر عن نتائج مغايرة عن الجولتين السابقتين، في ظل الفشل المتكرر بتشكيل ائتلاف حكومي.
يتداول الإسرائيليون خمسة سيناريوهات محتملة للخريطة السياسية في اليوم التالي للانتخابات، حيث سيتقرر توزيع المقاعد بين الأحزاب والكتل الانتخابية، حينها فإن الخريطة السياسية ستتضح، وهنا يحوم السؤال المحمل بالمصير: هل حملة الانتخابات الحالية ستخرج الإسرائيليين من العقدة السياسية، أم أن ما يعيشونه هو طريق بلا مخرج؟
السيناريو الأول يتعلق بتشكيل حكومة يمين ضيقة، فكل الاستطلاعات تشير إلى أن كتلة اليمين التي تضم "الليكود، يمينا، شاس، يهودوت هتوراة" تبعد مسافة مقعدين فقط من كتلة 61 مقعدا التي تؤهلها لتشكيل حكومة، وفي حال نجاح الليكود بالحصول على عدد كبير من المقاعد، حينها سيتمكن نتنياهو من تشكيل حكومة ضيقة، وهو السيناريو الأفضل له، لكن احتمال ذلك ما يزال متدنيا نسبيا.
السيناريو الثاني ويتمثل بتجنيد الخصم، بحيث سيتم اللجوء إليه في حال التعادل بين الكتل، بما لا يسمح لأي مرشح بتشكيل حكومة، وحل العقدة السياسية المزمنة، فأحد المرشحين نتنياهو وغانتس، سينجحان بتشكيل حكومة بواسطة مشاركة قوى من المعسكر الخصم.
أكثر وضوحا، فإذا كانت كتلة اليمين ينقصها 3-4 مقاعد، سيكون ممكنا الوصول لـ61 بفرار نواب من أزرق- أبيض أو من حزب العمل-غيشر- ميرتس، وفي السيناريو المعاكس ينجح غانتس بتشكيل حكومة بتفكيك تكتل اليمين، صحيح أن هذا السيناريو يبدو شبه متعذر، لكن الواقع السياسي في إسرائيل يفوق أحيانا كل خيال.
السيناريو الثالث عنوانه حكومة الوحدة، باعتبارها الحل المتفق عليه والأكثر واقعية، رغم أنه في أعقاب "الدم الفاسد" بين نتنياهو وغانتس، يصبح هذا السيناريو الأقل واقعية، فالأول تعهد خطيا عشية الانتخابات الأخيرة ألا يشكل حكومة وحدة، كما أن الأخير رفض الجلوس في حكومة يرأسها الأول، حتى لأشهر قليلة مقابل التداول.
السيناريو الرابع وهو ـحكومة أقلية، وقد كانت متاحة لغانتس في الانتخابات الأخيرة، بالشراكة مع "يسرائيل بيتنا، العمل-غيشر-ميرتس"، وبدعم خارجي من القائمة المشتركة، لكن الجناح اليميني لأزرق أبيض عرقلها، لأنهم يرفضون تشكيل الحكومة المعتمدة على أصوات القائمة المشتركة، ولذلك فإن احتمال حدوث هذا السيناريو قليل.
السيناريو الخامس والأخير، وهو الانتخابات الرابعة، ومهما بدا الأمر بشعا، فإنه حسب الاستطلاعات، يبدو الخيار المرجح، في حال تمترس كل مرشح خلف مواقفه، ما يعني أننا سنكون أمام انتخابات متكررة، والعقدة السياسية ستبقى على حالها.