ساعات قليلة تفصلنا عن ذهاب الإسرائيليين إلى دورتهم الانتخابية الثالثة خلال أقل من عام، في سابقة تاريخية لم يشهدها الكيان منذ تأسيسه قبل أكثر من سبعين عاما، ما يفسح المجال لقراءة كثير من السيناريوهات التي قد تسفر عنها هذه الانتخابات، مع تقارب التقديرات التي شهدتها الدورتان السابقتان في أبريل وسبتمبر 2019.
هذا يعني وفق الأوساط الحزبية والانتخابية الإسرائيلية أن إمكانية تشابه نتائج الدورة الانتخابية الثالثة مع الأولى والثانية متوقعة ومحتملة، صحيح أن ذلك سيبدو مدهشا، لكنه احتمال قائم، ما يجعل الإسرائيليين يحثون الخطى نحو انتخابات رابعة، يتوقع لها أن تكون في أغسطس 2020.. نعم إلى هذا الحد!
خشية الإسرائيليين من هذا السيناريو الكابوس تجعلهم يضعون جملة احتمالات تحول بينهم وبين الذهاب لصناديق الانتخابات للمرة الرابعة خلال عام واحد، ما يجعلهم يتداولون ثلاثة سيناريوهات قد تنقذهم من هذا الخيار الصعب، رغم أن أيا من هذه السيناريوهات لا يملك ضمانة كاملة للنجاح.
السيناريو الأول خاص بمعسكر اليمين، طبعا من دون أفيغدور ليبرمان، وفي حال حظي بـ61 مقعدا، فسيكون سهلا عليه أن يقيم اليمين حكومته الجديدة، مع أنه منذ بداية العملية الانتخابية لم يعطِ أي استطلاع للرأي المزيد من المقاعد البرلمانية لأي معسكر، رغم أنه لا يمكن إلغاء تحقق هذه الإمكانية رغم صعوبته".
السيناريو الثاني يتمثل بإقامة حكومة لصالح معسكر الوسط واليسار، وهذا شرط متعلق بألا يحصل معسكر اليمين على 61 مقعدا، وهذا متوقع أن يحصل، لأن ليبرمان تعهد بألا يمنح تصويته لحكومة تحظى بدعم القائمة العربية المشتركة، ولكن لدينا في هذه الحالة أحزاب أزرق –أبيض، والعمل-غيشر-ميرتس ويسرائيل بيتنا، قد يتغلبون على معسكر اليمين، دون غطاء من أعضاء الكنيست العرب.
هذا السيناريو يطلقون عليه الأغلبية اليهودية، ويحظى بإمكانية متواضعة للتحقق، لأن أعضاء الكنيست العرب قد يمتنعون عن التصويت على هذه الحكومة، ولن يعارضوها، وفي هذه الحالة سيضطر ليبرمان بجانب عدد من أعضاء القائمة المشتركة لدعم بيني غانتس لتشكيل الحكومة القادمة.
السيناريو الثالث هو حكومة الوحدة، ورغم تكرار الحديث عنه في الدورتين السابقتين، لكن اليوم لا أحد من المتنافسين يتحدث عنه؛ لأن المباحثات في المرتين الماضيتين وصلت نهايتها، ولم تنجح، كما أن بقاء بنيامين نتنياهو زعيما لحزب الليكود الحاكم يجعل من الصعوبة بمكان أن نعثر على اختراق جدي يحقق هذا السيناريو.
أخيرا.. في حال لم ينجح أي حزب إسرائيلي بتحقيق وعوده لناخبيه، أو أن خارطة الكنيست لم تتغير، فإن هذه السيناريوهات الثلاثة ليست كفيلة وحدها بإنقاذ الإسرائيليين من خيار الانتخابات الرابعة.