فلسطين أون لاين

توما : لا أستبعد شن حكومة نتنياهو حربًا للتغطية على فشلها

...

الناصرة / غزة -نبيل سنونو

قالت العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي، عايدة توما: إنها لا تستبعد إقدام حكومة الاحتلال على شن حرب، من الممكن أن تكون ضد قطاع غزة، واصفة في نفس الوقت، وزير جيش الاحتلال، أفيغدور ليبرمان، بأنه "عنصري وفاشي".

وأضافت توما، في تصريحات لصحيفة "فلسطين"، أمس، "إن التاريخ القريب والأبعد قليلاً يؤكد أن حكومات (إسرائيل) في كل مرة دخلت فيها مآزق داخلية اقتصادية أو سياسية كانت تتجه نحو الحرب، لاعتبارها الأمر الذي يمكن أن يُعيد اللحمة للمجتمع الإسرائيلي ويوحد الجميع وينسيهم القضايا الداخلية الاختلافية".

وتابعت: "واضح أن الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو تعيش مثل هذه الأزمة، حتى مع كون نتنياهو نجح في ضم جهات جديدة للائتلاف الحكومي وعززه من خلال انضمام ليبرمان".

وأوضحت أن "الأزمة الحقيقية هي أزمة داخلية اقتصادية وسياسية، إذ لا يملك نتنياهو أي جواب على الأسئلة الصعبة التي يطرحها الجمهور، من ضمنها: إلى أين تتجه (إسرائيل) في القضية السياسية المركزية والرفض المستمر لكل مبادرات الحلول السياسية؟ عدا عن القضايا الاقتصادية العالقة التي وعدوا الناس بتقديم حلول لها مثل قضايا الإسكان وغيرها".

وأردفت توما: "بالتالي ليس من المستبعد أن تقوم هذه الحكومة بشن حرب للتغطية على فشلها في المجالات الأخرى"، مبينة أنه من الممكن أن تكون هذه الحرب ضد قطاع غزة.

كما قالت إنه، "لا أحد يستطيع أن يتنبأ أين سيرى المعركة القادمة، خاصة وأن هناك وزير جيش جديد ورئيس حكومة ووزراء يحملون أفكارا فاشية قد لا تمنعهم من القيام بأي مغامرة عسكرية غير مضمونة الجوانب".

ووصفت العضو العربي، ليبرمان بأنه "فاشي وعنصري، ومن الواضح أنه سيبقى يحاول كل الوقت أن يجر الفلسطينيين نحو المواجهة".

وبيَّنت أنه "في الأيام الأخيرة هناك تصعيد في اللهجة الصادرة عن وزارة ما يسمى بالأمن، بقولها مثلا: إن المواجهة آتية حتمًا مع حركة حماس".

وأكدت أن هذا "كله مؤشر إلى لهجة تصعيدية خطيرة يسعى من خلالها ليبرمان لتبرير كل خطوة يمكن أن يقوم بها في المستقبل القريب".

وكان ليبرمان، هدد في تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام العبرية، حركة حماس، من أن الحرب القادمة على غزة ستقضي عليها؛ على حد قوله.

"تجذير الاحتلال"

وبشأن "مبادرة السلام العربية"، قالت توما، إن نتنياهو "قال بشكل واضح إنها قد تكون مبادرة جيدة على الورق، ولكنه لن يقبلها".

ونوهت إلى أنه "من الواضح أن (إسرائيل) لا تريد البدء بعملية مفاوضات حقيقية تتعلق بالحل"، مشيرة إلى أن "أي محاولة للتقدم باتجاه حل سياسي سيجعل هذه الحكومة تنفجر لأن في داخلها المركبات الأساسية الرافضة لأي حل سلمي مع الشعب الفلسطيني".

ولفتت إلى أن المفاوضات بالنسبة لحكومة الاحتلال "هي كسب المزيد من الوقت والرأي العام الدولي، للاستمرار في تأسيس الاحتلال وتجذيره أكثر عبر المستوطنات وخلق واقع جديد في الضفة الغربية، ومن ناحية أخرى تعزيز صورتها الإعلامية في العالم على أنها حكومة تريد السلام فقط لكونها تبدأ عملية المفاوضات".

وعن تصريحات قادة الاحتلال حول إقامة علاقات مع بعض الدول العربية، قالت توما: "للأسف، كما يبدو أنه حتى العلاقات التي كانت في الماضي يُحافَظ عليها سرية وتحت غطاء بعض الأنظمة العربية و(إسرائيل) أصبحت اليوم أكثر في العلن".

وأضافت: "لقد تمت الإشارة أكثر من مرة في النقاشات التي تدور في الكنيست إلى أن (إسرائيل) تعزز من علاقاتها مع بعض الأنظمة العربية، وهذا واضح من التصريحات، ومن بعض الزيارات مثلا لمؤتمر هرتسيليا (السادس)".

ومن بين الشخصيات التي شاركت في مؤتمر "هرتسيليا" الذي انعقد في فلسطين المحتلة سنة 1948، الثلاثاء الماضي، واستمر حتى الخميس، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني.

وأشارت توما، إلى أنه يبدو أن بعض الأنظمة العربية، ليست لديها إشكالية في العلاقة مع (إسرائيل)، و"للأسف نتنياهو يروج لذلك أكثر من مرة في الكنيست، ودائما يقولون لنا: نحن بعلاقات جيدة مع الأنظمة العربية، ونحن في توسيع لعلاقاتنا مع العالم العربي".

وحذرت من محاولات نتنياهو، استغلال ذلك، لمحاربة المقاطعة المفروضة في كثير من الدول على (إسرائيل)، بادعاء أنه إذا كانت الأخيرة تستطيع إقامة العلاقات مع العالم العربي فلماذا تتم مقاطعتها من الدول الأخرى؟.