فلسطين أون لاين

مد جسر الثقة وأعد طفلك للحياة

...
الطفل القائد.jpg
غزة/ مريم الشوبكي:

 

هل فكرت يومًا كيف تعد ابنك للحياة؟، وهل عملت على ذلك؟، قد لا ندرك أهمية الأعوام الأولى من عمر أبنائنا التي تؤسس لمستقبلهم، وقد نتهاون في ذلك لصغر سنهم، ولكنها الحاسمة التي ستجعلهم يواجهون الحياة مستقبلًا.

إعداد الطفل للحياة يتطلب من والديه زرع أسس تربوية صحيحة، بعيدًا عن الأوامر والقسوة والتعنيف والدلال والخوف الزائدين.

الاختصاصية النفسية إكرام السعايدة تبين أن مرحلة إعداد الطفل تبدأ في الأعوام الخمس الأولى.

وتوضح السعايدة لصحيفة "فلسطين" أن خلالها تستطيع غرس القيم الفاضلة في الطفل وتنشئته تنشئة قويمة، وقد يتعلم الطفل فيها المسئولية والثقة بالذات والتعبير عن الرأي أو قد يتعلم عدم المبالاة والتسيب، كل ذلك مرتبط بأنماط التنشئة الأسرية.

وإعداد الطفل للحياة يتطلب عدة أسس، تذكر منها بناء جو عاطفي قائم على الألفة والتقبل وإشباع الحاجات العاطفية لدى الطفل، وإشباع احتياجاته على الأصعدة كافة: الجسمانية، والاجتماعية، والفكرية.

وتلفت السعايدة إلى ضرورة بناء جسر من الثقة المتبادلة بين الطفل وذويه، وغرس القيم النبيلة في نفسه بالتعليم القائم على الترغيب لا الترهيب، وأن يكون كل من الوالدين نموذجًا حيًّا وقدوة صالحة للطفل تقويه على مواجهة الحياة مستقبلًا.

وتؤكد أن التربية هي أن تجسد مكارم الأخلاق في سلوكك لا بأوامرك، مع تحميل الطفل المسئولية منذ الصغر، وليس المقصود أن يقع على الطفل ما يرهقه وما لا يتحمله، بل البدء بالمسئوليات الصغيرة التي تتعلق بتفاصيل حياته البسيطة، مثل ترتيب الغرفة، والحفاظ على ممتلكاته.

وتشدد الاختصاصية النفسية على أهمية تعليم الطفل أن له حقوقًا وعليه واجبات، وبتلك المعادلة يعرف أو يدرك أن لديه حقوقًا يجب أن يتمتع بها دون شرط أو قيد، لكن في المقابل عليه التزام وواجبات، فمن حقه التعلم ولكن من واجبه الدراسة.

وتوصي بتعليمه أدواره الاجتماعية المختلفة المطلوب منه القيام بها، واستخدام الأساليب الإيجابية في التربية، والبعد عن الأساليب التي تلحق الأذى الجسدي أو النفسي بالطفل.

وتنبه إلى أن هناك أسسًا متشابهة في جميع المراحل، مع مراعاة خصوصية كل مرحلة، وهذا يعتمد على عدة معايير، منها السن، والجنس، والظروف الصحية للطفل، ومراعاة الفروقات الفردية بين الأبناء.

وتحث السعايدة على الثناء على الطفل ومدحه أمام الآخرين، وتزويده بالمهارات الحياتية التي يستطيع بفضلها اختيار الرفقة الصالحة، والتفكير والتخطيط لمستقبله، وتنمية الجانب الأكاديمي، ومعرفة المواهب التي يتمتع به والعمل على تنميتها، وإعداده للعمل.

وتحذر من تقديم الحلول على طبق من ذهب، بل يجب جعله صانع قرار، وتحميله نتائج أعماله وأفعاله، مشددة على ضرورة الاتزان في أسلوب التربية، مع الحزم، واتفاق الوالدين على الأسلوب.

وتؤكد السعايدة أهمية تعليمه كيف يستمتع في حياته والبحث عن مصادر السعادة له والرفاهية النفسية، حتى لو كانت أبسط الموجود، والعمل على توفير سبل الاستمتاع من الجو العائلي، والحفلات المنزلية البسيطة، والزيارات العائلية، والنزهات، واستقبال أصدقائه.

وتدعو إلى تعليمه عدم التنازل عن مبادئه أو الرضوخ للآخرين، وتشجيعه دائمًا بالقول: "كنت أنت"، وإرشاده إلى كيفية تلبية رغباته بما يجلب له المتعة واستشعار مراقبة الله في وجود الأهل وغيابهم.