فلسطين أون لاين

العاني والجائع والمريض تفقدهم من شرع الله

...
غزة/ أسماء صرصور:

العمل الصالح عمل مبارك ويفتح أبواب الخير، سيما في الأبواب التي عظمها الله سبحانه وتعالى والتي ذكرها حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم بتخريج البخاري من حديث أبي موسى: "فكوا العاني، وأطعموا الجائع، وعودوا المريض"، فهذه أبواب عظيمة واجب وفرض على الكفاية على الأمة الإسلامية أن تطرق هذه الأبواب في كل يوم وكل وقت.

ويوضح الداعية محمود الشطلي أن العاني هو الأسير لدى الكفار أو لدى المسلمين، وكل من زل أو استكان فقد عنى، مبينًا أن السجن هو أعظم ما يبتلى به خلق الله سبحانه وتعالى، والإنسان الحر، الذي تحتبس إرادته وروحه وتقيد حريته، بل يكون أشد مرارة وأعظم قهرًا إذا اجتمع معه الظلم والأذى، وسيدنا يوسف عدد نعم الله عليه فقال: "وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن".

ويوضح الشطلي لصحيفة "فلسطين" أنه فيما يخص إطعام الجائع، فقد فتح الشرع أبوابًا كثيرةً لإطعام الجائع، منها باب الزكاة، زكاة المال نقدًا أو زكاة الزروع إطعامًا، وباب الصدقات وأنها تطفئ غضب الرب وتمحو الخطيئة وتشفي المريض، وباب الكفارات: كفارة الصيام والقتل غير العمد، ومن ذلك قوله سبحانه " فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا"، وقوله: "وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ".

ويتابع: "كذلك باب الأضاحي باب من أبواب إطعام الجائع، فمن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم أن تنحر الأضاحي وتوزع منها حصص على الفقراء والمساكين، والمستحب عند علماء الإسلام أن توزع أغلب الأضحية على فقراء المسلمين"، وكذلك العقيقة وغيرها كل هذه أبواب لإطعام المساكين.

ويذكر ما جاء من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، "أي الإسلام خير؟" فقال: "تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم تكشف عنه كربة أو تطرد عنه جوعًا أو تقضي عنه دينًا"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "خِياركم من أطعم الطعام"، وكما جاء في سنن الإمام الترمذي من حديث عائشة أنهم قد ذبحوا شاةً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما بقي منها؟" قالت: ما بقي إلا كتفها.، قال: "بقي كلها غير كتفها"، وفي هذا الحديث يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ما عند الله خير وأبقى في إطعام الجائع وإطعام الطعام.

وفيما يتعلق بعيادة المريض، يشير الشطلي إلى أنه ورد في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عن حديث أبي هريرة: "إن الله عز وجل يقول يوم القيامة، يا ابن آدم مرضتُ فلم تعدني، فقال يا رب كيف أعودك وأنتَ رب العالمين، قال: أما علمتَ أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده، أما لو عدته لوجدتني عنده".

ويقول: "عيادة المريض فرض على الكفاية كما جاء عند فقهاء المسلمين، فعودتهم تخفف عنهم مرضهم، وتؤازرهم في مرضهم، وندعو الله لهم أن يشفيهم"، خاتمًا: "هذه هي رسالة الإسلام، وهذا شرع الله سبحانه وتعالى، الذي يحث أمة الإسلام على السير في طريقه".