فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

#رسالة-قرآنية-من-محرقة-غزة

‏ ‏﴿إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُكُم أَن تَذبَحوا بَقَرَةً﴾ 
 البقرة 67 
 

تفاوض يهود مثلته مراوغتهم في قصة البقرة، حيث كشفت عن جانب من الطبيعة الفاسدة الجدلية ليهود حتى مع الله تعالى، حيث خاطبهم موسى عليه السلام بأمر الله تعالى "اذبحوا بقرة"، فكانت المناقلة التفاوضية المراوغة التي خاضها عبدة العجل بكل وقاحة وإصرار على المراء والجدال. وفي كل مرة كان خطابهم لموسى عليه السلام غير مؤدب قائلين "أسأل ربك"، وحين ذبحوا البقرة { وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ } (البقرة 71).
 
آيات البقرة ونحن في قلب محرقة غزة، يراقب شعبنا والعالم تفاصيل مشهد سمج متكرر فيما يسميه النتن لفريقه "أنتم لا تعرفون التفاوض"، حيث يرقص هو على رؤوس الأفاعي ويتنصل ويتنكب ويتراجع { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ } (المائدة 41)، يتهم ويراوغ، وحين يصل المقترح من الوسطاء بعد جهد جهيد إلى منتهاه، يعود بالجميع إلى المربع الأول وإلى نقطة الصفر.
 
وهكذا كان من سبقه من يهود، حيث شامير مثلا يقول: "سوف أفاوض الفلسطينيين عشر سنين ولا أصل معهم لشيء"، إنه فن التفاوض اليهودي؛ تفاوض من أجل التفاوض لكسب الوقت واستنزاف الخصم، وإجراء تعديلات في الوقائع على الأرض، والتفاوض على الإجراءات. وهكذا حلقة مفرغة وملهاة وبيع وهم وطحن ماء.
 
رغم الأزمة التي أغرق النتن فيها بايدن وأمريكا داخليًا وخارجيًا، لا ضغط من أمريكا لإنفاذ صفقة صاغها النتن وتلاه بايدن، وحصنها بقرار مجلس الأمن ليقطع الطريق على مراوغته الماكرة والمستفزة، ورغم ذلك لا يستطيع أو لا يرغب لصهيونيته المعلنة، ولأن عينه على الصوت والمال اليهودي في الانتخابات الأمريكية، وما علم شديد خبثهم بإسقاطه وحزبه الديمقراطي في مشهد نكرات وحود متكرر في سلوك يهود بفطرتهم المنحرفة بعد أن قدم لهم عشرات المليارات ومدد عسكري بلا حصر للكيان الوظيفي المؤقت.
 
بل وكشريك الإبادة، ساعد يهود البقرة بأن يطحن إعلاميًا بشكل تفاؤلي مصطنع ماء التفاوض لصفقة في غزة بمزيد شراء وقت لصالح النتن، وكل مرة يعود على بدء لهضم شروطه المتزايدة، ومحاولة لتبريد إقليم سعره يهود { كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ } (المائدة 64)، ولقطع الطريق على مزيد حضور للصين وروسيا في المشهد، وما أنقذ نفسه ولا الحزب الديمقراطي من سقوط الانتخابات المدوي ليكون ثمنًا أوليًا لأهل غزة الذبيحة.
 
غرق بايدن وسقط كمرشح رئيس بل، وشطب تاريخه الطويل بارتهان للنتن وتفاوضه اليهودي، وأغرق النتن الحزب الديمقراطي بمكره الخبيث.

 فهل تغرق أمريكا في أزمة خنقها بها النتن؟ وتدفع ثمن شراكتها في حرب الإبادة، أم تنقذ نفسها في الفرصة التي تسميها الأخيرة بوقف محرقة غزة { سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } (الأعراف 182) { وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } (الأعراف 183).
 
وفي كل ذلك، شعب غزة يدفع الثمن من دمائه ودموعه وجراحه وآلامه وشهدائه وبيوته وبنيته التحتية بتدميرها الممنهج على مرأى العالم الظالم، المشغول بمتابعة مراوغة النتن التفاوضية، الذي يثبت بجدارة بأنه يهودي كابر عن كابر ووريث جدير لأصحاب البقرة { وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ } (يوسف 21).

المصدر / فلسطين لأون لاين