يذهب زعيم حزب "الليكود" اليميني بنيامين نتنياهو، إلى واشنطن هذا الأسبوع، تلبية لدعوة رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب، له ولرئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس، وتتجه التوقعات لرفض الأخير الاستجابة لدعوة ترامب.
ورأى محللان سياسيان أن الزيارة هدفها الأول والأخير انتخابي بالنسبة لنتنياهو الذي فشل في جولتين انتخابيتين في الحصول على الأصوات اللازمة لتشكيل حكومة برئاسته مجددًا، ويستعد لجولة ثالثة مقررة في مارس/ آذار المقبل.
والزيارة المقررة إلى واشنطن الثلاثاء المقبل، يتوقع خلالها الإعلان عما يسمى "صفقة القرن"، بعدما أعلن ترامب في ديسمبر/ كانون الأول 2017، القدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل)، الأمر لاقى رفضًا عالميًا.
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن زيارة زعماء 40 دولة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة الأسبوع الماضي، للمشاركة في مؤتمر دولي، وزيارة نتنياهو لواشنطن، حدثان متزامنان من صناعة نتنياهو لأغراض انتخابية.
وأضاف عوكل أن نتنياهو يحاول أن يفعل أي شيء حتى يبدو أمام جمهوره من المستوطنين أنه الرجل الوحيد الذي يصلح لقيادة كيان الاحتلال، والوحيد الذي يجلب المزيد من الإنجازات.
كما يريد نتنياهو، وفق عوكل، الظهور أمام جمهور المستوطنين أنه يحظى بعلاقات دولية واسعة بعكس ما يعتقد البعض أنه يواجه سوءًا في العلاقات.
وتابع أن الإدارة الأمريكية واضحة بدعمها الكبير لنتنياهو، لذلك دعت الأخير وغانتس معًا، في محاولة لتشكيل مصالحة بينهما، وتقديم الخدمة لزعيم "الليكود" بالإعلان عن صفقة "القرن".
لكن في مقابل ذلك قال غانتس إن حالة من الاستياء تسود في أوساط حزب "أزرق أبيض" في أعقاب دعوته لزيارة واشنطن ولقاء ترامب، وذلك بعدما كشف نائب الرئيس الأمريكي "مايك بينس"، أن دعوة غانتس جاءت بناء على مقترح قدمه نتنياهو للرئيس الأمريكي.
وهاجم رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، رئيس الإدارة الأمريكية، بسبب قراره نشر "صفقة القرن" قبل الانتخابات في دولة الاحتلال.
ووفقًا "لقناة كان العبرية"، أعرب ليبرمان عن أسفه لإقدام ترامب على نشر خطته للتسوية قبل الانتخابات في (إسرائيل) بخمسة أسابيع، وتحديدًا في اليوم الذي من المقرر أن تتم فيه مناقشة مسألة الحصانة البرلمانية لنتنياهو الذي لا يضمن نتائجه.
وهو ما يتفق مع وجهة المحلل السياسي عوكل، الذي أشار إلى أن نتنياهو يواجه معضلتين، الأولى تتعلق بالملاحقة القضائية على خلفية الاتهامات الموجهة إليه، والثانية ترتبط مباشرة بنتائج الانتخابات التي لم تمكنه من تشكيل حكومة في المرتين السابقتين، متوقعًا أن يفشل كذلك في المرة المقبلة.
هدية نتنياهو
وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيرزيت أحمد عزم، إن ما يجري حاليًا؛ محاولة تقديم هدية لنتنياهو مع اقتراب موعد الانتخابات حتى يعود إلى مكانه.
وأكد عزم أن الاحتلال لن يوافق على أي يعرض عليه فيه مصلحة للفلسطينيين، حتى لو كانت أمورًا شكلية، في إشارة إلى ما تتضمنه الصفقة من بنود.
وأضاف: "الموقف الإسرائيلي متطرف للغاية، لدرجة أنه لن يوافق على منح الفلسطيني شيء".
ونبَّه إلى أن نتنياهو يسعى إلى استخدام ما تسمى "صفقة القرن" لفرض المزيد من الوقائع في الأراضي المحتلة، ولكسب المزيد من أصوات المستوطنين في انتخابات الكنيست المقبلة.
لكنه لم يتوقع أن تشهد هذه الانتخابات انقلابًا في النتائج.
وفيما يتعلق بصفقة "القرن"، قال عزم: "نعلم جيدًا أنه لا يوجد لاجئون وقدس وأغوار أو إزالة لمستوطنات الضفة، سيتم الحديث عن كيان في غزة لا يصل إلى حد دولة ترتبط بشكل ما بالضفة الغربية ومدنها التي يسكنها فلسطينيون، لينتهي الأمر بحكم ذاتي".
وهذا الأمر رفضه الفلسطينيون جميعًا، وفي قطاع غزة انطلقت مسيرات العودة السلمية على مدار عامين، واعتدى عليها جيش الاحتلال بقوة السلاح، فأوقع مئات الشهداء، وآلاف الجرحى.
وفي وقت سابق أكدت الأوساط الفلسطينية، ضرورة إنهاء حالة الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية بتطبيق اتفاقيات المصالحة الموقعة برعاية مصرية في القاهرة، كمدخل لمواجهة صفقة ترامب، وهو ما أكده المحللان السياسيان في أثناء حديثهما مع "فلسطين"، أمس، عادين أنها الشيء الوحيد الذي يمكن أن يقضي على مخطط مصادرة الضفة وعزل غزة.