فلسطين أون لاين

مولدات الكهرباء في "عين الحلوة".. استثمارات على حساب اللاجئين

...
صيدا-غزة/ أحمد المصري:

في ظل أزمة الكهرباء التي تعيشها لبنان منذ فترة طويلة، وقلة عدد ساعات الوصل الرسمية للمخيمات والتجمعات الفلسطينية التي تصل إلى 4 ساعات يوميًا فقط، تلجأ معظم العائلات اللاجئة في مخيم عين الحلوة، إلى الاشتراكات الخاصة بالمولدات الكهربائية التجارية، كبديل اضطراري في ظل الحاجة الملحة للكهرباء، إلا أن ذلك أوقعهم عمليًا في "بطن الحوت".

حاجة اضطرارية وجد على إثرها أصحاب المولدات الكهربائية المنتشرة على أرض المخيم، إمكانية استغلال اللاجئ، ورفع فاتورة الاستحقاق المالية تدريجيًا، لتصبح الأعلى قيمة من بين المناطق المجاورة للمخيم، والمناطق اللبنانية الملاصقة له، وحتى المخيمات الفلسطينية الأخرى، مستغلين غياب الرقابة والمساءلة والمحاسبة.

وتتناقل أوساط عدة وجود جهات "نافذة" وراء تجارة الكهرباء في مخيم عين الحلوة، وسبق أن حصلت اشتباكات مسلحة فيما بينهم، بسبب التمديدات والمحاصصة داخل أحياء المخيم ومناطقه.

استغلال وفبركة

ومخيم عين الحلوة يعد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من حيث السكان، وأقلها استقرارا ويسمى بـ"عاصمة الشتات الفلسطيني"، ويعيش فيه نحو 60 ألف لاجئ في أوضاع اجتماعية صعبة.

يقول اللاجئ جمال يوسف من سكان المخيم، إنّ أصحاب المولدات الكهربائية يستغلون اللاجئين، ويفبركون قصصًا لا صلة لها بالواقع حول غلاء فاتورة الاستحقاق، وعدم تساويها مع المناطق الأخرى.

ويوضح يوسف لـ"فلسطين"، أن استغلال أصحاب المولدات يتم في أوقات يكون الناس في أمسّ الحاجة للكهرباء كما الحال في الصيف والحرارة المرتفعة، والشتاء والبرودة الشديدة والأمطار، مشيرًا إلى أنّ الخط ذو قوة 5 أمبير، تفوق فاتورته 100 دولار شهريًا بينما في خارج المخيم لا يتجاوز الـ70 دولارًا.

ويضيف أنه ومنذ شهرين ومع بدء ارتفاع عملة الدولار أمام الليرة اللبنانية، استغل أصحاب المولدات الأمر، برفع الأسعار مرة أخرى، بحجم فارق الدولار، رغم أن السلطات اللبنانية قامت بدعم مشتقات البنزين والمازوت وتعاملت مع بيعه بسعر الليرة الطبيعية وهي (1500 ليرة = 1 دولار).

أما اللاجئ أحمد أبو عالول، فيقول إن استفسار اللاجئين عن أسباب رفع الأسعار فاتورة المولدات من مسؤولها، لا يستنتج من إجاباتهم سوى قناعات استغلال واستضعاف اللاجئين، مع إرجاعهم لأسباب ارتفاع أسعار الفاتورة لغلاء المازوت، رغم أن مصدر الأخير واحد داخل المخيم وخارجه.

جيوب اللاجئين

ويشير أبو عالول لـ"فلسطين"، إلى أنّ أصحاب المولدات باتوا مؤخرًا وفوق ما يمارسون من استغلال لجيوب اللاجئين، يقطعون من ساعات التغذية ليلًا بحجة تهدئة المولدات، وقلة ما يتوفر من مازوت، وهو كلام تفنده الوقائع.

ويرى أنَّ المشكلة الأساسية مع أصحاب المولّدات الخاصّة في المخيم هي غياب الرقابة الفعلية عنهم من قِبَل الفصائل الفلسطينية والدولة اللبنانية، الأمر الذي يجعل سكان المخيّم رهينةً لجشعهم.

ويؤكد اللاجئ فراس الراوش، أن أصحاب المولدات أثبتوا بالواقعِ المشهود عملهم فقط من أجل الكسب المادي والتربح على حساب اللاجئين، وعدم مبالاتهم بظروف شعبهم، وإغراق المخيمات بالظلام تحت حجج واهية رغم الأموال المضاعفة التي يتحصلون عليها مقارنة بالمناطق الأخرى.

ويكمل الرواش لـ"فلسطين": "فوق الفقر المدقع في المخيم، هناك استغلال فاحش لجيوب اللاجئين، وبدلا من التخفيف عن كاهلهم يقومون باستغلالهم".

ويلفت الانتباه إلى أن من يعيش خارج المخيم يدفع لخط بقوة 5 أمبير 33 دولارًا فقط، بينما يدفع سكان المخيم لخط 5 أمبير ما بين 80 الى100 دولار، و10 أمبير ما يقارب 200 دولار وفي خارج المخيم 150 دولارًا.

ويؤكد الرواش أن العائلات وعلى رغم يقينها بوجود استغلال لها من قبل أصحاب المولدات، إلا أنها تجد نفسها مرغمة لاستمرار الاستفادة من هذه الشبكة، لعدم توافر البديل، وكون معظم بيوت المخيم لا تدخل إليها الشمس أو الإنارة.