فلسطين أون لاين

38 منزلًا هُدم خلال 2019.. و8 مستوطنات تعيق الوصول إليها

تقرير "مَسافر يطا".. 19 تجمعًا صامدًا أمام عاصفة التهجير

...
غزة/ يحيى اليعقوبي:

بصمود أهلها ما زالت خرب "مسافر يطا" وتجمعاته الواقعة في أقصى جنوب الخليل والضفة الغربية المحتلة صامدة تواجه اعتداءات شبه يومية من الاحتلال ومستوطنيه، في حكاية صمود وتحدٍّ وتشبث بالأرض ومواجهة لمخططات التهجير والاقتلاع.

عشرات البيوت هدمها الاحتلال العام الماضي، لم يرحل أهلها، بل ظلوا ثابتين في الخيام، صمدوا أمام حرارة الصيف وبرد الشتاء وقسوة إجراءات التهجير، وقد صادر الاحتلال الخيام، إلا أنهم لم يرحلوا وبقوا تحت سقف السماء في أرضهم.

منطقة مسافر يطا هي منطقة يطلق عليها(C) وهي تعاني من سياسة التهجير والمصادرة الإسرائيلية بهدف تفريغها من السكان الفلسطينيين، إذ لجأت سلطات الاحتلال لأساليب كثيرة، ففي عام 1999 طُرد السكان عنوة وألقي بأمتعتهم في العراء بمنطقة ما بين الكرمل والتوانة، إلا أن الناس أعيدوا إلى منازلهم بقرار مما تسمى "محكمة العدل العليا الإسرائيلية"، وسمّتهم سكان الكهوف.

هناك أكثر من تجمع استيطاني يعيق الوصول إلى مسافر يطا، وهي مستوطنات: (كرمائيل، ومزرعة يهودا، وسوسية، وماعون، وخافات ماعون، وافيغايل، ومعالي عاموس، ويائير، ويعقوب، وأم العرايس).

وخلال عام 2019م هدمت سلطات الاحتلال (38) منزلًا، وخربت (12) طريقا، ودمرت شبكة مياه بطول (24) كيلومترا، وصادرت الأنابيب الخاصة بها، وأعطت أوامر هدم وإخطارات لـ(42) منزلا، وصادرت (8) سيارات تتبع لمجلس قروي المسافر ووزارة الزراعة الفلسطينية، كما صادرت ثماني خيام ظل الفلسطينيون فيها بعدما هدم الاحتلال بيوتهم، بحسب رئيس مجلس قروي المسافر نضال أبو عرام.

منطقة عسكرية

وأوضح أن مسافر يطا منطقة تقع في أقصى جنوب الخليل على امتداد الخط الفاصل بين الأراضي المحتلة عام 1948 والأراضي المحتلة عام 1967، بمحاذاة هضبة النقب، ويصنفها الاحتلال منطقة عسكرية مغلقة، وتبلغ مساحتها قرابة (135) ألف دونم، منها (35) ألفا كمساحة كلية للتجمعات و"الخرب" الفلسطينية.

وأضاف أبو عرام لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال يمارس جميع أنواع الاعتداءات، منبهًا إلى أن الخميس الماضي شهد مصادرة عيادة طبية متنقلة، فضلا عن هدم آبار وتقطيع شبكات المياه.

وأشار إلى أن ثماني مستوطنات إسرائيلية يسكنها نحو (6) آلاف مستوطن تحيط بالتجمعات الفلسطينية البالغ عدد سكانها نحو (2500) فلسطيني.

وأوضح أن برنامج الاحتلال بالمنطقة يهدف لتهجير الفلسطينيين، ويمارس اعتداءات يومية لأجل ذلك، كما يطلق يد مستوطنيه لتخريب أراضي مزارعي التجمعات الفلسطينية، وحرق جرافاتهم (بواقر) وسياراتهم.

وعن تركيز الاحتلال على المسافر بين أن سبب ذلك جغرافية المنطقة كونها تقع في نهاية جبال الخليل ومشرفة مباشرة على هضبة النقب، وهي تقع على الخط الفاصل بين الضفة والأراضي المحتلة عام 1948م، على امتداد خمسة وعشرين كيلومترا، وهي بذلك منطقة إستراتيجية ودرع للنقب.

وبحسب أبو عرام فإن الاحتلال يهدف لتهويد المنطقة وضمها عبر إجراءات طويلة تنفذ منذ عقود، من بينها إعلانها منطقة عسكرية رغم عدم وجود جيش الاحتلال فيها.

استفراد

من ناحيته أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي سهيل خليلية أن الاحتلال يصنف المنطقة عسكرية مغلقة ومنطقة إطلاق نار منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي، "حتى الوجود الفلسطيني هناك ممنوع بأمر عسكري إسرائيلي، وهي المشكلة الأساسية التي يواجهها أهالي التجمعات الفلسطينية".

وأضاف خليلية لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال يتلاعب بالألفاظ والمسميات لصالح مشاريع التهويد والاستيطان بالمنطقة، لأنها لو كانت منطقة عسكرية مغلقة لما سمح للمستوطنين بإقامة مشاريعهم الاستيطانية والتحرك بالمنطقة بحريّة.

ورأى أن خطة الاحتلال بتهجير أهالي التجمعات الفلسطينية والخرب واضحة الأهداف، فهو يعطل أي مشاريع دولية لمد خطوط مياه أو ألواح الطاقة الشمسية، مرجحا أن تقدم سلطات الاحتلال على مشروع جديد لنقل أهالي الخرب إلى تجمعات فلسطينية أخرى بعيدة عن المنطقة.

ولفت خليلية إلى أن الاحتلال يمنع أي أنشطة فلسطينية بالمنطقة حتى لو كانت إنسانية، كالعيادة المتنقلة وخزانات المياه، فهذه ممنوعة بأي شكل من الأشكال، وهذا يعكس نية الاحتلال تهويد المنطقة بشكل ممنهج.

ونبه إلى أن الاحتلال يحاول إيجاد منطقة أمنية على طول الخط الفاصل بين الأراضي المحتلة عام 1948 والأراضي المحتلة عام 1967، وبالتالي هناك مخطط إسرائيلي لإزاحة الفلسطينيين باتجاه الشرق.

وبين أن أهالي الخرب ينشطون في الزراعة منذ عقود، وهم صامدون في أرضهم في وجه مخططات وممارسات الاحتلال، عادًا ما يحدث في المسافر "أشد ضراوة" مما يحدث في الخان الأحمر بكثير، كون الاحتلال يعد المنطقة عسكرية ويعزلها عن أي تجمعات فلسطينية، لذلك يستفرد بها الاحتلال ويحاول مسح الوجود الفلسطيني فيها.