فلسطين أون لاين

استمرت رغم استخدام الاحتلال القوة المميتة ضد المتظاهرين السلميين

خلال 2019م.. مسيرات العودة تعيد قضية فلسطين للصدارة

...
غزة/ أدهم الشريف:

شكل استمرار مسيرات العودة خلال 2019م تحديًا جديدًا خاضه المتظاهرون السلميون في مواجهة جنود الاحتلال، المتمركزين خلف السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة إبان نكبة الـ48.

وتعمد جنود الاحتلال استهداف المتظاهرين بالرصاص وقنابل الغاز، لكنهم بالمشاركة في المسيرات الأسبوعية للعام الثاني على التوالي أوصلوا رسالة الشعب الفلسطيني، وتمسكه بحق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها، وإصرارهم على كسر الحصار الاحتلالي المفروض منذ ما يزيد على عقدٍ من الزمان على القطاع الساحلي.

وبحسب بيانات أوردها تقرير صادر عن وزارة الصحة بغزة، حديثًا، إن عدد شهداء مسيرات العودة ارتفع بحلول نهاية 2019م إلى 316 شهيدًا، وهذا نتيجة استخدام جنود الاحتلال القوة المميتة في قمع المتظاهرين السلميين.

وأوضح التقرير المنشور على الموقع الإلكتروني للوزارة أن من الشهداء 62 طفلاً.

وذكر أن عدد الجرحى وصل إلى 35.703 جرحى، وبلغت نسبة الإصابات بالرصاص الحي 40.7% والرصاص المعدني المغلف بالمطاط 7.7%، وإصابات الغاز 13%.

وأشار التقرير إلى أن اعتداءات جنود الاحتلال على الفرق الطبية أدت إلى استشهاد 4 منهم، وإصابة 774 آخرين.

والمسيرات التي انطلقت في 30 آذار (مارس) 2018م، في الذكرى الـ42 ليوم الأرض، الهيئة الوطنية لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية هي المسؤولة عنها، وتشكلت بإيعاز من الفصائل الوطنية، لمواجهة المخططات الإسرائيلية الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية.

وكان أبرز هذه المخططات ما سمته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "صفقة القرن"، إذ تراجع الأخير في مرات كثيرة عن إعلانها، بعدما نقلت واشنطن السفارة الأمريكية من (تل أبيب) إلى القدس المحتلة في 14 أيار (مايو) 2018م.

وفي هذا الصدد، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، وهو عضو في الهيئة الوطنية للمسيرات: "منذ انطلاقها، شكلت مسيرات العودة عملاً نضاليًّا إبداعيًّا كبيرًا صنعه الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة، التي يستهدف فيها هذا الشعب وقضيته وحقوقه".

وأضاف حبيب، في تصريح لصحيفة "فلسطين": "تزامنت المسيرات وتعاظم التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية".

وخلال وجودهم بمخيمات العودة، شرق غزة، في كل جمعة على مدار العام، أبدع المشاركون في فعالياتهم الوطنية، تأكيدًا على التمسك بحق العودة، وضرورة رفع الحصار عن غزة.

وتابع حبيب: "مسيرات العودة خلال 2019م حملت رسائل قوية تؤكد أحقية شعبنا الفلسطيني في القدس وأرضه ووطنه، ورفض وجود الكيان الصهيوني".

وعدَّ القيادي في الجهاد مسيرات العودة "خطرًا وجوديًّا على كيان الاحتلال، خاصة مع صمود الشعب الفلسطيني، وتنامي الوعي الرافض للاحتلال الإسرائيلي على أرضه وفي الوسط العربي والإسلامي.

وزاد على قوله: "إن استمرار مسيرات العودة في 2019م، والحشد الكبير في أيام انطلاقها، كان لهما صدىً كبير على المستويين الإقليمي والعالمي، وقد جعلت قضية الشعب الفلسطيني الحدث الأهم، وأعادت الاعتبار لها في وقت تحاول فيه إدارة ترامب والاحتلال الالتفاف على هذه الحقوق الثابتة للفلسطينيين والقفز عنها".

وأشار إلى أن العالم من حولنا كان يتابع المسيرات كل يوم جمعة، ويتأثر بها، ويتضامن مع المشاركين السلميين الذي قمعهم جنود الاحتلال بعنف.

واستخدم جيش الاحتلال أنواعًا مختلفة من الرصاص في قمع المتظاهرين، كان أبرزها الرصاص المتفجر، وتسبب هذا النوع بتهتكات كبيرة في مكان الإصابة، ما أدى إلى بتر في أطراف عشرات المواطنين الذين تظاهروًا سلميًّا قرب السياج الفاصل.

ووفق تقرير لوزارة الصحة، إن 7.792 متظاهرًا أصيبوا بالرصاص الحي.