يميل بعض الأشخاص إلى أكل الحشرات والزواحف كالحلزون البري والقنفد والأفاعي, التي هي غير مألوفة للعموم وتنفر منها النفس البشرية ولهذا السبب يذهب البعض إلى حرمة أكلها، ومن المهم معرفته هو الحكم الشرعي لأكلها وأقوال الفقهاء في حلها وحرامها؟.
بين رئيس رابطة علماء فلسطين في رفح عدنان حسان أن الله عز وجل أحل الطعام إلا ما جاءت النصوص بتحريمه، لقوله تعالى " يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ"، وقوله " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ".
وأوضح حسان لـ"فلسطين" أن الحلزون ينقسم إلى نوعين بري، وبحري، البري فإن جمهور العلماء يصنفه أنه من الحشرات ويأخذ حكم أكل الحشرات، ، قال النووي رحمه الله في "المجموع" : "مذاهب العلماء في حشرات الأرض .. مذهبنا أنها حرام ، وبه قال أبو حنيفة وأحمد وداود . وقال مالك : حلال".
وأشار إلى أن المذهب المالكي أجاز أكل الحلزون البري لأنه لم يشترط أكل ما ليس له دم سائل.
وذكر حسان أنه نقل عن ابن حزم رحمه الله قوله :"ولا يحل أكل الحلزون البري , ولا شيء من الحشرات كلها : كالوزغ ، والخنافس , والنمل , والنحل , والذباب , والدبر , والدود كله - طيارة وغير طيارة - والقمل , والبراغيث , والبق , والبعوض وكل ما كان من أنواعها.
ولفت إلى أن العلماء صنفوا الحشرات ما لها دم سائل وما ليس لها دم سائل مثل الجراد أجازوا حكم أكله بالسلق أو الشوي، والحلزون البري غالبا يتعلق بالشجر ويؤدي إلى أكل الأشجار مما يحدث دمارا في الأشجار لذلك يكافح بالمبيدات أو بالجمع أو بقتله، وعلى رأي الجمهور لا يؤكل.
وبين أن صيد البحر جائز وكل شيء في البحر، الطَّهور ماؤه، الحِلُّ ميتته.
اقرأ المزيد: تعرّف إلى الحلزون وأنواعه بالتفصيل
اقرأ المزيد: بالصور هل شاهدت الحلزون خارج قوقعته؟
أما القنفد هو أحد أنواع الحشرات ولكن لها دم سائل، وأوضح حسان أن فيه خلافا عند العلماء، منهم من أباحه ومنهم من حرم أكله.
وقال : " الراجح والله أعلم جواز أكله بعد تزكيته أي بعد ذبحه، لحمه مستطاب وليس من الحشرات الخبائث، قال تعالى "وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ".
وأضاف حسان : " لم يذكرها الله ولم يفصلها بنص تحريمي، بغض النظر عن خلاف الفقهاء".
وفيما يتعلق بالحكم الشرعي لأكل الأفاعي، أجاب حسان : " الأفاعي هناك كثير من الحيوانات والزواحف سواء المائية وغير المائية منها، يقولون إن الأصل فيها الاباحة، كالتماسيح لأن له نابا ويعيش في البر ويمكث في الماء، المالكية يشيرون بجواز أكله والضفدع والسلحفاة أيضا".
ولفت إلى أن الأشياء التي تؤذي الإنسان وتصيبه بضرر به سم أو بذاتها لا تصلح لاعتبار قوله تعالى " وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة".
وأشار حسان إلى أن الثعبان والأفاعي البرية الأصل فيها الحرمة عند الحنابلة والشافعية وفيها سم قد يلحق الضرر بالإنسان ، وأمر الرسول بقتلها ولو كانت مما يؤكل ما كان الرسول أمر بذلك، والمأكول لحمه لا يؤمر بقتله إلا لضرورة.
وأوضح أن المالكية تجيز أكل الأفعى إذا أمن آكلها السم الذي بها.
ولفت إلى أن قول المالكية يمكن أن يؤخذ به لضرورات أي عند وقوع الحروب والفيضانات والبراكين والزلازل ونقص الطعام.