فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

عقب مهاجمته جنودًا "إسرائيليين"

تفاعُل المصريين مع "حادثة الوشق" يثير جدلًا بشأن الدور الشعبي لنصرة غزَّة

...
تفاعل المصريين مع "حادثة الوشق" يثير جدلًا بشأن الدور الشعبي لنصرة غزة
غزة/ محمد عيد

بينما تفاعلت الجماهير المصرية مع واقعة هجوم "حيوان الوشق" ضد جنود إسرائيليين قرب الحدود المصرية، رأى آخرون أن الحادثة تعكس مدى الخذلان الجماهيري العربي والإسلامي عن إحداث تغيير ميداني لنصرة غزة أو وقف "حرب الإبادة الإسرائيلية" المستمرة منذ 18 شهرا.

الواقعة حدثت قبل أيام على طول الحدود بين مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة التي تبلغ طولها حوالي 245 كيلومترا، وقام الاحتلال الإسرائيلي سابقا بتشييد جدار ضخم من أجل ضبطها، لكنه لم ينجح بصد تسلل حيوان مصري ومهاجمته جنوده المدججين بالسلاح.

وبحسب القناة الثانية العبرية فإن "الوشق" هاجم عددا من جنود جيش الاحتلال على الحدود المشتركة مع مصر، موضحة أنه بعدما وردت بلاغات عن عضة مشتبه بها توجه "مفتش من هيئة المحميات الطبيعية" إلى مكان الحادث واصطاد الحيوان المفترس وتبين أنه "الوشق المصري" وتم نقله إلى مستشفى الحياة البرية لفحصه.

وإثر الواقعة، ضجت الدوائر الأمنية الإسرائيلية بالتساؤلات والتحقيقات حول كيفية تسلل الحيوان المفترس وتواجده في هذه المنطقة، في المقابل احتفلت وسائل التواصل الاجتماعي في مصر بالواقعة والحديث عنها والتفاخر بها.

لكن ثمة وجهة نظر أخرى للواقعة، فكتب الناشط المصري سيف الإسلام عيد: "وصل الضعف بنا إلى الابتهاج بفعل فطري لحيوان، بينما يعيش جيش قوامه مليون مقاتل، تعجز قيادته عن مجرد المناورة بأوراق كثيرة تمتلكها لتخفيف الحمل عن إبـادة مليوني إنسان!".

ورأى الناشط محمود قاسم أن "تريند الوشق المصري هو أصدق تعبير عن حالة العجز التي يشعر بها الناس، ورغبتهم الدفينة في حدوث معجزةٍ تغير واقعهم، دون أن يبذلوا جهدًا أو يحركوا ساكنًا".

وقال قاسم، في منشور عبر صفحته في "فيسبوك": "إنهم ينتظرون، كما في الحكايات القديمة، أن تهبط عليهم أسرابٌ من طيرٍ أبابيل، تتولى المهمة عنهم، بينما يقتصر دورهم على ترديد: (سبحان الله... وما يعلم جنود ربك إلا هو!)، ورأى أن ذلك يمثل "الحلم الأبدي للخلاص بلا ثمن، والانتصار بلا معركة، والتغيير بلا سعي".

والوشق المصري، هو حيوان نادر وشديد الشراسة، ويتمتع بقدرة عالية على الصيد بفضل سرعته التي قد تصل إلى 80 كيلومترا في الساعة، ويفضل العيش في المناطق الجافة والصحراوية.

واحتل الوشق مكانة كبيرة في الحضارة المصرية القديمة، وله الكثير من المنحوتات والتماثيل، وتشير منحوتات الوشق إلى حراسته مقابر قدماء المصريين.

"وسيلة إلهاء"

ومن مصر أيضا، غرد الناشط عبد الفتاح عبد العزيز: "ممكن نبعد عن الهيصة والفرح دقيقة عشان نسمع بعض ونبص كدة من زاوية تانية.. الحقيقة إحنا عملنا ترند موازي غطّى على أخبار الأزمة الحقيقية وأخد جزء من متابعتها وتحول لوسيلة إلهاء".

وتساءل بحرقة: "هل أنت عرفت أخبار القصف النهاردة وعدد الشهداء الجداد زي ما عرفت أخبار الوشق؟! هل المعونات (المساعدات) دخلت بعد ٢٠ يوم من انقطاعها؟ الحقيقة إحنا بنستنى المعجزات .. احنا بنهلل لانتصار وهمي .. أراه نوع من أنواع التسلية أو نوع من أنواع الهروب من الأزمة الحقيقية".

وتعليقا على الواقعة، كتب الصحفي الفلسطيني وهاج بني مفلح: "في مشهد ملحمي سيخلده التاريخ في مجلدات (حكايات ما قبل النوم)!، هاجم وشق بري مجموعة من الجنود، ربما لأنه شعر بالملل أو لأنه لم يتناول وجبة الإفطار بعد.. وعلى الفور هبَّت أمة الملياري مسلم من سباتها العميق، وبدأت تُغرد وتمجّد (أسد البراري) وتصبّ جام إعجابها عليه".

وعدد صور التفاخر: "حملات، هاشتاقات، صور، أغانٍ وطنية تُنسج للوشق الأسطورة… في حين أن غزة تُباد، ولبنان تحت القصف، والمجازر لا تتوقف".

وقال: "نفس الأمة التي لم يُحركها قتل أكثر من 60 ألف فلسطيني، والتي لم تهتز شواربها لهدم البيوت فوق رؤوس الأطفال، وجدت في الوشق رمزية أعظم من صرخات الأمهات تحت الأنقاض".

وتساءل: "أليس من المنطقي أن نرى في المستقبل القريب، وشقًا مرشحًا لجائزة (أشجع كائن حي على وجه الأرض)؟ ربما حتى يُمنح وسام الشجاعة في القمة العربية القادمة، متبوعًا بكلمة شكر رنانة من وزراء الخارجية الأشاوس: لقد ألهمتنا يا وشق!"

وختم حديثه غاضبا: "في زمن تتحول فيه الفراغات إلى بطولات، ويتحول التغريد إلى مقاومة، لم لا ننتظر فيلمًا سينمائيًا بعنوان وشق المقاومة، بطولة فخر الأمة ضد الاحتلال؟ لا، ضد غزال ضلّ طريقه في الصحراء".

كما كتب الداعية محمود الحسنات قائلا: "أمة المليار تنتظر (القط) ليحارب نيابة عنها!".

وتكرارا، دعت المقاومة الفلسطينية جماهير الأمة العربية والإسلامية إلى التحرك العاجل لانخراط في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك ونصرة القضية الفلسطينية والخروج بتظاهرات أمام سفارات الاحتلال وأمريكا للضغط عليهما لوقف "حرب الإبادة الجماعية".

وبدعم أمريكي ترتكب (إسرائيل) منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 162 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 14 ألف مفقود.

المصدر / فلسطين أون لاين