فشل الارهابي نتنياهو في تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة, وللمرة الثانية, إذ قد فشل في المرة الأولى بعد انتخابات نيسان فتقرر حينها حل (الكنيست) وإجراء انتخابات جديدة في أيلول الماضي, أفضت إلى نتيجة مخيبة لآمال نتنياهو, إذ تفوق على حزبه (الليكود) حزب ( ازرق -أبيض ) بزعامة بيني غينتس, وحصول القائمة العربية المشتركة على(13) مقعدا, ما شكل ضربة لليمين الصهيوني الفاشي بكافة رموزه , وخاصة نتنياهو وحارس الماخور ليبرمان.
فشل الإرهابي نتنياهو يعني بصريح العبارة سقوط مشروع, أو بالأحرى مؤامرة القرصان (ترامب) المعروفة (بصفقة القرن) والتي تدور وتتمحور حول هدف وحيد وهو تصفية القضية الفلسطينية, والحكم على الشعب الفلسطيني بالنفي الابدي في أربعة رياح الأرض.
كما يؤشر هذا الفشل على أن الكيان الصهيوني الغاصب, كيان مأزوم, يعيش أزمة طاحنة من أهم أسبابها هو:
حالة التطرف الرهيبة التي يعيشها هذا الكيان, وجنوح اغلبية المجتمع الإسرائيلي واغلبية احزابه وخاصة اليمينية والدينية والوسطية إلى التطرف, وممارسة هذا التطرف الأعمى بتشجيع ارهاب المستوطنين الذين حولوا الضفة الغربية المحتلة, إلى ميدان للاغتيالات وحرق البيوت على ساكنيها (جريمة الدوابشة, واقتلاع مليون ونصف مليون شجرة زيتون, وتهويد القدس, واستباحة المسجد الاقصى يوميا وبحراسة الجيش والشرطة وفق برنامج محدد تمهيدا لفرض التقسيم زمانيا ومكانيا على غرار ما حدث للمسجد الإبراهيمي في مدينة خليل الرحمن.
جنوح المجتمع الإسرائيلي إلى التطرف تزامن مع فوز عدد من أحزاب اليمين المتطرفة في عدد من الدول الأوروبية, والتي يتميز نهجها بالعداء للمهاجرين وللمسلمين, كما تزامن مع فوز (ترامب) وقبله بوش الابن, الذي لم يحرج من التصريح بان الحرب ضد العراق (هي بمثابة عودة للحروب الصليبية), تزامن كل ذلك في الحياة السياسية الأميركية, بظهور المحافظين المتصهينين, وهاهم يسيطرون على الكونجرس الاميركي, و يجاهرون علنا بدعم الاحتلال الصهيوني, ودعم الاستيطان.
ولم يكتفوا بذلك بل اعلن زعيمهم القرصان ترامب عن عزمه على تصفية القضية الفلسطينية, من خلال مشروعه العدواني (صفقة القرن) وقد بدء فعلا بتنفيذ هذا العدوان بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة, ضاربا بقرارات الشرعية الدولية عرض الحائط, وقام بقطع المساعدات الأميركية عن (الأونروا) البالغة حوالي (360) مليون دولار, لتصفية قضية اللاجئين, وشطب حق العودة الذي يجسده القرار الدولي( 194), واخيرا دعم الاستيطان, باعتباره يتم في اراضي (دولة) (إسرائيل) بزعم فريدمان السفير الاميركي المستوطن بالضفة الغربية بزعم (هي أراضي إسرائيلية هي يهودا والسامرة).
التطرف الصهيوني هو ترجمة حقيقية للانهيار الأخلاقي الذي يعاني منه كيان العدو, والذي تجسده القوانين العنصرية التي شرعها (الكنيست) والتي لا تعترف بوجود الشعب الفلسطيني في وطنه, وعلى أرضه (فلسطين), ولا بحقه في تقرير المصير, لا بل تصر على شن حرب تطهير عرقي ضده, ولا تزال اوارها مشتعلة في كل شبر من أرض فلسطين.
وليس سرا ان من شجع العدو الصهيوني على الاستمرار في ارتكاب المجازر والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني, هو غياب العدالة الدولية, غياب المحاسبة, بفضل الحماية الاميركية (الفيتو).
باختصار... الكيان الصهيوني..كيان مأزوم.. يعاني من انهيار أخلاقي ككيان عنصري.., على غرار كيان جنوب افريقيا في حقبة (الإبرتهايد)... يسرع الخطى إلى الهاوية.
الدستور الأردنية