هذا الأسبوع شاهدتُ شابًّا يسير مع زوجته في الطريق يتجادلان، فإذا هو يقف فجأة ويصفعها على وجهها ويصرخ عليها، ثم يسحبها من يدها ويكملان المسير.
هذا المشهد لفت انتباه كل من في الشارع، ووجدتُ من الضروري أن نتحدث عن بعض نماذج الرجال المتزوجين، دون أن يستحقوا لقب "الزوج" مطلقًا.
فلنبدأ بصاحب قصة البداية، الذي صفع زوجته، فمن رأى المشهد من الناس انتقد هذا التصرف، وخاصة الرجال، مع أن عددًا منهم –يقينًا- يفعل الأمر ذاته مع زوجته، لكن ربما داخل البيت، وبرأيي أن لا فرق بين هذا وذاك، فكلاهما "منتحل" صفة "الزوج"، وهو وجد العنف الجسدي وسيلة "ليمشي كلامه عليها"، حتى لا تناقشه أو تجادله في أي أمر من أمور البيت أو الأبناء ... إلخ، ويثبت بذلك أنه ضعيف الحجة، معدوم التأثير، فاقد مهارات الإقناع وتقبل الرأي الآخر.
آخر يتزوج من أجل إشباع رغباته الجنسية، وهو لا يعرف عن بيته وزوجته شيئًا، ويخرج طوال اليوم من البيت يعمل أو يتسكع ليعود آخر الليل، وشرطه أن يجد زوجته جاهزة بانتظاره، وهي التي كانت طوال اليوم تشقى في البيت، وتربي أبناءه، ولا تجلس إلا قليلًا وهي تطوف في كل أرجاء البيت من أجل مسئوليتها، في المقابل هو لا يعرف شيئًا عن مسئولياته وواجباته، ويريد حقوقًا زوجيةً وحسب، فإذا ما طلبت منه أمرًا ضروريًّا للبيت أو لها، رفض بوضوح أو "طنّش".
ومن هؤلاء "المنتحلين" صفة "زوج" ذاك الذي يبحث عن موظفة للزواج، لا ليتعاونا على بناء حياتهما الأسرية، بل ليعيش عالة عليها، متطفلًا على جهدها وشقائها، وكأنه امتلكها وامتلك مالها، فيأخذ راتبها بداية كل شهر، ولا يعطيها منه إلا الفتات، وربما لا يأخذه أصلًا، لكنه في المقابل غير مسئول عن "كأس الماء" في البيت، فهي التي تجهزه كاملًا بكل ما يلزم، وهي من تقوم على توفير طعامه وطعام أبنائه ومصروفهم ومصروفه، ثم بعد ذلك يريد حق "القوامة" عليها.
وإذا ما تحدثنا عن نماذج أخرى فالقائمة ستطول بنا، وبعض هذه النماذج تولدت –يا للأسف!- من عادات مجتمعية مقيتة، ومن فهم خطأ لسلطة الرجل على المرأة، التي فهمها "المنتحلون" صفة "زوج" أن المرأة جزء من متاع يضعه ويحركه كيف يشاء، وفي النهاية أورد قول الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) حين قال: "كنا في الجاهلية لا نعد النساء شيئًا، فلما جاء الإسلام وذكرهن الله رأينا لهن بذلك علينا حقًّا"، وللحديث بقية في الأسبوع المقبل.