"نفى مصدر مقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، التقارير الإعلامية التي تداولت اقتراح الأخير نشر قوات دولية في قطاع غزة، وقال إن الاقتراح جاء من قبل وزيرة الخارجية الأسترالية وليس من طرف نتنياهو، وأكد رفض الأخير له".
إنه سواء أكان المقترح من نتنياهو ابتداء، أم كان من وزيرة الخارجية الأسترالية، فإنه لا ينفي أن الجهات الرسمية في حكومة العدو ناقشت المقترح المذكور مع الآخرين، لا مع السلطة الفلسطينية. المقترح تعيس وترفضه المكونات الفلسطينية المختلفة، لأنه ببساطة يفصل ما بين الضفة والقدس وغزة، وجميعها وحدة واحدة متصلة حتى في اتفاق أوسلو الذي رفضه جل الشعب الفلسطيني، ولم تقم دولة العدو بالالتزام بتنفيذه تنفيذًا أمينًا؟!
نحن في فلسطين نعلم أن مركز أطماع دولة العدو ليس في غزة، وإنما في القدس والضفة الغربية، وإن مركز الصراع والاستيطان هو في القدس والضفة، وغزة لا تقبل هذا الفصل التعسفي، والانفراد بكل منطقة على حدة بحسب الأطماع الصهيونية.
تقول الإذاعة الإسرائيلية العامة (ريشيت بيت): إن "نتنياهو أوضح لوزيرة الخارجية الأسترالية، جولي بيشوب، أن الحل للقضية الفلسطينية هو في سيطرة أمنية كاملة لإسرائيل على كل المناطق، وأن تكون السيادة الفلسطينية جزئية فقط". وأن "نتنياهو رفض اقتراح وزيرة الخارجية الأسترالية حول نشر قوات دولية في قطاع غزة، بعد التجربة غير الموفقة لإسرائيل مع هذه القوات"؟!
نحن في فلسطين لسنا حقلا للتجارب، بل نحن شعب يبحث عن الحرية والاستقلال، وتقرير المصير، ولن يكون هناك استقرار أبدا إذا لم تعترف دولة العدو بجوهر هذه الحقوق. ولن يقبل الفلسطينيون أية سيطرة أمنية على الضفة الغربية، ولن يقبلوا بما يسميه نتنياهو بالحكم الذاتي، مهما طال أمد الصراع، ومهما تفاقمت الخسائر اللازمة للتحرير.
إن إثارة هذا الموضوع بعد تسريبه إسرائيليا يهدف إلى تهيئة الأجواء لمثل هذا الحل من ناحية، ولكي يضغط على السلطة الفلسطينية التي ازدادت ضعفا بوجود ترامب في البيت الأبيض، لذا وجب الحذر من مثل هذه التسريبات الإعلامية، والعمل على تفنيدها، والتركيز على جوهر الصراع نفسه. وجوهره هو الأرض والحدود، وليس الأمن، ولا الإجراءات الدولية المساعدة على الاستقرار.