فلسطين أون لاين

فصائل: "مباردة المصالحة" تدعو "عباس" للموافقة عليها تغليبًا لمصلحة الوطن

...
جانب من الورشة - عدسة صحيفة فلسطين
غزة/ حازم الحلو:

دعت فصائل فلسطينية رئيس السلطة محمود عباس، إلى الموافقة على المبادرة التي قدمتها الفصائل بخصوص إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة، مشددين على أن الوضع الذي تعيشه القضية الفلسطينية حاليًّا يجعل المصالحة مدخلًا مهمًّا لتقوية الموقف الفلسطيني في بقية القضايا.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها، اليوم، الفصائل الثمانية التي صاغت مبادرة إنهاء الانقسام، في قاعة الهلال الأحمر في مدينة غزة، بحضور عدد من قادة الفصائل وأكاديميين ونشطاء ومهتمين.

وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، أن الانقسام أعطى الاحتلال ذريعة إضافية لمواصلة عدوانه على الضفة الغربية والقدس المحتلة، وخاصة ما يجري في الوقت الراهن من عمليات تهويد محمومة للقدس واستمرار الاستيطان وسرقة الأراضي وتواصل حصار قطاع غزة.

وذكر في كلمته خلال الورشة، أن التعويل على نتائج العملية السياسية الحاصلة في دولة الاحتلال وتمنى فوز بني غانتس على حساب بنيامين نتنياهو هو أمر غير منطقي، لافتًا إلى أن كل الأحزاب الإسرائيلية تقف على مسافة واحدة من معاداة الحق الفلسطيني.

ثلاثة خيارات

وأكد البطش أن وصول نتنياهو للحكم في دولة الاحتلال يضع الوضع الفلسطيني أما ثلاثة خيارات أولها السكوت عما سيفعله نتنياهو، وبالتالي ضياع ما تبقى من القضية الفلسطينية أو الهرولة إلى العملية التفاوضية التي أثبتت فشلا ذريعا، أو خيار تبني مواجهة شاملة مع الاحتلال تقتضي تمتين أواصر العمل الوطني عبر إنهاء الانقسام.

ولفت إلى وجود مخاطر كبيرة تحدق بالقضية الفلسطينية في ظل استمرار الانقسام من بينها مخاطر أمنية ومخاطر عسكرية ومخاطر سياسية، موضحا أن دولة الاحتلال تصول وتجول في الوطن العربي بكل حرية في ظل تطبيع بعض الأنظمة بكل صراحة معها.

وبشأن التحركات المتصلة بالمبادرة الفصائلية، أكد أن الفصائل على تواصل مستمر مع حركتي حماس وفتح، منبهًا إلى أن حماس وافقت مشكورة على المبادرة دون شروط أو ملاحظات، وبانتظار أن تحذو فتح حذو حماس بالموافقة للشروع فورا في تنفيذها.

وأشار البطش إلى أن آلية التطبيق إذا ما تمت الموافقة على المبادرة فستكون أولا بعقد الإطار القيادي المؤقت والذي سيجمع قادة الفصائل الفلسطينية لوضع أسس المرحلة القادمة، والتحضير لإجراء انتخابات شاملة تضمن انضواء كل الفصائل تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية.

ونبه إلى أنه سيعقب اجتماع الإطار القيادي تشكيل حكومة وطنية تتبنى استراتيجية فلسطينية تتصدى للاحتلال وترمم صمود الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس المحتلة.

وأوضح البطش أن الفترة الزمنية المقترحة لعمل الحكومة ستكون حتى نهاية عام 2019، مضيفًا أنه في حال احتاجت للتمديد فإنه سيكون عبر توافق الفصائل فيما بينها.

وأكد أن المصالحة إذا ما تمت فستكون رافعة للقضية الفلسطينية وسببًا أساسيًا في مراكمة القوة الفلسطينية لمواجهة الاحتلال ومخطط صفقة القرن.

وأوضح البطش أن مخاوف البعض من أن يكون جهد الفصائل بديلًا عن الدور المصري هو تخوف في غير محله، مشيرًا إلى أن الفصائل ليس لديها مانع في أن تكون مصر هي محطة الاتفاق على أي توافق أو تطبيق للمبادرة.

وجدد تحية وتقدير الفصائل لموافقة حركة حماس على الرؤية الوطنية، داعيًا رئيس السلطة محمود عباس للموافقة الفورية على تلك المبادرة، قائلَا إن الفصائل تبذل له النصيحة بأن إتمام المصالحة سيقوي موقفه أكثر في المحافل الدولية وسيضعف قدرة الاحتلال على المساس به أو بمقدرات الشعب الفلسطيني.

مبادرة غير منحازة

من جهته أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية صالح ناصر، أن الفصائل قدمت مبادرتها الوطنية المستندة إلى المصلحة العامة للشعب الفلسطيني وليس انحيازًا لأى فصيل دون الآخر أو سعيًا لتسجيل مواقف هنا أو هناك.

وأوضح في كلمته خلال الورشة، أن هذه المبادرة ليست أمرا جديدا أو مستحدثا، وإنما تشكل حصيلة للاتفاقيات التي تم التفاهم عليها مسبقا، مع إضافة آليات وجداول زمنية لتطبيق تلك التفاهمات ووضعها موضع التطبيق العملي.

وقال ناصر: إن الفصائل يجب عليها أن توجد ميزانًا جماهيريًّا ضاغطًا من أجل إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة، معتبرا أن الخلل السابق في محطات المصالحة لم يكن في جوهرها بقدر ما كان في آليات تطبيق تلك التفاهمات.

وأكد ناصر أن الفصائل ومن خلفها الشعب الفلسطيني لا يريد حوارات لاتفاقيات جديدة، ولكنه يريد حوارًا وطنيًّا حول كيفية تطبيق ما تم الاتفاق عليه، مشددا على أن إزالة الانقسام هو كلمة السر في حل كل القضايا الوطنية والتفرغ لمواجهة الاحتلال.

وذكر أن المطلوب الآن هو عقد الإطار الوطني القيادي من أجل جلوس رؤساء الفصائل والأحزاب والخروج بنقاط عملية يمكن البناء عليها في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ القضية الفلسطينية.

وقال ناصر: إن الفصائل التي أعدت مبادرة المصالحة ليست بعيدة عن الشأن الفلسطيني حتى يتهمها البعض بأنها لا تقوم بدورها المطلوب من أجل إنهاء الانقسام، أو أنها تنحاز إلى طرف دون الآخر.

وشدد على أهمية عقد الإطار القيادي لمنظمة التحرير لأنه يؤسس لتشكيل حكومة وطنية تقوم بالتحضير للانتخابات وتبني إستراتيجية وطنية تتصدى للاحتلال وممارساته، مؤكدًا ضرورة تهيئة الأجواء لبناء أرضية توافقية صالحة للبدء فورًا بتطبيق بنود المبادرة.

وذكر أن بعض تفاصيل الانتخابات يتم الاتفاق عليها فلسطينيًّا مثل النظام الانتخابي وآليات الترشيح والمراقبة وغير ذلك من التفاصيل اللاحقة.