مع اتساع رقعة التطور التكنولوجي في العالم، انتشرت أخيرًا ظاهرة اختراق الأجهزة الإلكترونية (الحواسيب والهواتف الذكية)، الأمر الذي يضر بعدد كبير من مستخدمي مواقع الإنترنت، وخاصة "السوشيال ميديا".
ويُشكل انتشار هذه الظاهرة خطرًا كبيرًا على مستخدمي الإنترنت؛ لما يترتب عليها من سرقة الملفات والبيانات الشخصية المهمة، فضلًا عن تعطيل البرامج وتخريب الأجهزة عمومًا.
وإزاء ذلك إن تصفح مواقع الإنترنت بات يتطلب حذرًا شديدًا في كيفية التعامل مع البرامج الخبيثة والإعلانات الترويجية المنتشرة، التي تحمل في طياتها الكثير من المخاطر على المستخدمين.
مهندس الحاسوب وأمن المعلومات فؤاد أبو عويمر يُعرف الاختراق بأنه عملية الوصول غير المصرح به إلى أجهزة مستخدمين آخرين.
وأوضح أبو عويمر خلال حديثه إلى صحيفة "فلسطين" أن عملية اختراق الأجهزة الإلكترونية لها طرق عدّة، أبرزها زراعة برنامج خبيث عبر جهاز مستخدم آخر (الضحية) يُمكّن "المُخترق" من السيطرة عليه.
واستعرض طرقًا أخرى لاختراق الحواسيب والهواتف المحمولة، منها تنزيل برنامج جديد من بعض مواقع الإنترنت أو المنتديات "غير الآمنة"، يحتوي على البرنامج الخبيث، "وهذه من أكثر الطرق شيوعًا"، وفق قوله.
والطريقة الثالثة هي إدخال فيروس عبر أجهزة الضحايا يشفر كل البيانات الشخصية الموجودة على الجهاز، مشيرًا إلى انتشار برنامج يُسمى "الفدية"، خاصة في قطاع غزة.
أما الطريقة الأخرى فخلال تصفح المستخدمين مواقع الإنترنت، أو من إرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني، وفق إفادة أبو عويمر.
ومع هذا الانتشار الكبير للاختراق، أيُمكن معرفة هل الجهاز مخترق؟، أجاب أبو عويمر: "هناك علامات ظاهرة وأخرى غير ظاهرة".
وبيّن أن العلامات الظاهرة تتمثل في وجود بعض الإشارات، مثل: بطء الجهاز عند استخدامه، وظهور أخطاء في البرامج، وكثرة الدعايات المزعجة.
وتبرز العلامات غير الظاهرة -والكلام لأبو عويمر- بوجود برنامج خبيث داخل الجهاز دون علم صاحبه، يستطيع سرقة البيانات الشخصية دون إحداث أي خلل في أداء الجهاز، منبهًا إلى أن "هذا النوع لا يستطيع اكتشافه سوى التقني".
وأوصى أبو عويمر بالتوجه للشخص المختص بالتكنولوجيا في حال اكتشاف وجود اختراق للجهاز، وعمل نسخة من البيانات المهمة، ثم تنزيل برنامج تشغيل "غير مخترق".
وأكد ضرورة وجود برنامج "أنتي فيروس" على الأجهزة الإلكترونية، يُحدّث باستمرار.
ونبّه إلى ضرورة متابعة التحديثات "المهمة" للبرامج المضادة للفيروسات دوريًّا، لكونها تصلح الأخطاء القديمة وتغلق الثغرات الأمنية، ما يؤدي إلى رفع مستوى الأمان في الجهاز.
واتفق مع ذلك المختص في تكنولوجيا الوسائط المتعددة د. معاذ صبحة، إذ حذر من وجود بعض البرامج داخل الأجهزة الإلكترونية التي تحمل في ثناياها البرامج الخبيثة مثل الفيروسات، التي تُسمى "حصان طروادة".
وبين صبحة خلال حديثه إلى صحيفة "فلسطين" أن الفيروسات تدخل في كثير من الأحيان عبر مواقع الإنترنت، بعد أن يطلب من المستخدمين تفعيل "السماح له بالدخول إلى الملفات الخاصة".
ونبَّه المستخدمين الذين لديهم دراية بالحاسوب والهواتف المحمولة إلى ضرورة الدخول إلى "إدارة البرامج"، لفحص قدرة الجهاز وأدائه وذاكرته والمعالج الرئيس.
ولفت إلى أنه "في حال ظهور إعلانات كثيرة على الجهاز يكون مخترقًا"، داعيًا إلى "تنزيل نظام تشغيل جديد في تلك الحالة".