فلسطين أون لاين

"الأسد رعد".. زئيره تجاوز قلقيلية والتصق بذكريات أجيال عدّة

...
صورة أرشيفية
قلقيلية - مصطفى صبري

نفوق الأسد رعد في الحديقة الوطنية للحيوانات في مدينة قلقيلية قبل ايام، أشعل حراكا في وسائل التواصل الاجتماعي، وجملة من النكات التي تداولها الأعضاء فيما بينهم عن سبب موته، وما إذا كان "انتحر" احتجاجا على ظروف حياته ولأنه معزول عن بقية الأسود في الحديقة.

غاب الزئير

تعوّد أهالي مدينة قلقيلية على زئير الأسد رعد، وأطلق عليه الطبيب البيطري المشرف على رعاية الحيوانات في الحديقة طبيا اسم "رعد" لقوة زئيره، فصوته يصل إلى كل أنحاء المدينة، وبعض مدن الداخل الفلسطيني مثل مدينة الطيرة.

يقول الطبيب البيطري المسؤول عن ملف الحيوانات في الحديقة سامي خضر: "الأسد رعد قدم إلى حديقة الحيوانات عام 1991، وكان وزنه آنذاك يبلغ 230 كيلوجرام تقريبا، وقبيل نفوقه تناقص وزنه إلى 190 كيلوجرام، ولم يكن يعاني من أي أمراض، سوى أنه تقدم في السن وكان عمره 29 عاما، وهو عمر متقدم بالنسبة للأسود، التي يتراوح عمرها بين 15 إلى 20 عامًا، وفي الشهور الثلاثة الأخيرة من حياته تم عزله بعد ان أصابه ضعف الشيخوخة، ولم يعد يقوى على الجري كبقية الأسود".

ويضيف خضر لفلسطين: "التعامل مع الأسود يكون ضمن بروتوكولات السلامة، من حيث العلاج والإطعام، فهو يحتاج الى 15 كيلوجرام من اللحوم يوما بعد يوم، ويتم وضع أدوية وقائية داخل اللحوم قبل تناولها للحفاظ عليه وعلى بقية الأسود".

وتابع: "كان مع (رعد) الأسدان (ربيع) الهادئ، و(حولي) الذي كان أحول، وكان رعد آخر الأسود التي تفارق الحديقة بسبب الهرم والشيخوخة".

أجيالٌ متعاقبة

جيران حديقة الحيوانات ومعظم أهالي مدينة قلقيلية يتذكرون زئير "رعد" في الصباح الباكر ومع بزوغ أشعة الشمس، وعند غروبها، وكذلك وفي منتصف الليل، فسماع الزئير كان من ضمن طقوس حياتهم، ومع غياب الأسد فقدوا جزءًا من حياتهم تعودوا عليه لأكثر من 25 عامًا.

المواطن مصطفى داود جار الحديقة يقول لـ"فلسطين": "أنا على مسافة الصفر مع منطقة المفترسات في حديقة الحيوانات، وكان زئير الأسد يدوي في منزلي كالرعد، وزئيره جزء من حياتي".

يؤم حديقة الحيوانات الوطنية في مدينة قلقيلية مئات الآلاف من الزوار، وهؤلاء سيفتقدون الأسد النافق، فقد مر عليه عدة أجيال في الثلاثة عقود الماضية.

ويوضح خضر: "زوار الحديقة تعرّفوا على (رعد) في السنوات الماضية، ونظراتهم المتبادلة بينه وبينهم حاضرة، وكان يخبرني الكثير من الزوار عن حبهم للأسود وخصوصا الأسد رعد، فهو دائم الحركة، وأمامهم يحاول القيام ببعض الحركات".

وعن سبب عدم وجود إناث الأسود داخل الحديقة، يبين: "الحيوانات المعروضة في حدائق الحيوانات لا تتكاثر، فهناك قانون يحكمها وهو تحديد النسل، لذا تكون الأسود ذكورا أو إناثا فقط، وحديقتنا ضمن المجموعة العالمية لحدائق الحيوان، ونلتزم بقوانينها".

في تاريخ حديقة الحيوانات في قلقيلية نفقت عدة حيوانات رئيسية، منها الزرافة التي نفقت نتيجة إطلاق جنود الاحتلال النار أثناء اجتياح المدينة عام 2003، وتم تحنيطها مع صغيرها حيث كانت حاملا به، والفيل والدب وحمار الوحش".