فلسطين أون لاين

​كيف تتزيّن الحُرّة آلاء بشير في سجن الأمن الوقائي؟

مَن منا لم يسمع بالمعتقلة آلاء بشير؟ الفتاة ابنة الــ 23 عاماً من قرية "جينصافوط" من محافظة قلقيلية، وخريجة كلية الدعوة في قلقيلية، ومعلمة القرآن للأطفال التي هاجمتها قوة من الأمن الوقائي داخل مسجد عثمان بن عفان في "جينصافوط" خلال تواجدها في المسجد لإعطاء حلقة تحفيظ للفتيات الصغيرات. اعتُقلت آلاء من دون مذكرة توقيف أو استدعاء بطريقة لا تقبلها العقلية الفلسطينية التي تقيم وزنًا كبيرًا للنساء وتحيطهن بقدر كبير من التوقير والاحترام، وتعتبر مجرد الاقتراب منهن مسَّاً بكرامة وشرف المجتمع أجمع.. اعتقلت آلاء في 9/5/2019 رابع أيام شهر رمضان المبارك، وصودر من بيتها أجهزة حاسوب متنقلة، وهواتف ذكية.

غُيبت آلاء بشير خلف القضبان ليتم توجه تهمة اعتباطية لها "إثارة النعرات الطائفية" وهي التهمة التي وصفها فريق الدفاع عنها بأنها سياسية محضة، تهمة أثارت العديد من الأسئلة حولها منها: أي طوائف هذه الموجودة في فلسطين ليتم إثارة النعرات بينها؟.

أُطلق سراح آلاء لمدة تقل عن 48 ساعة بعد 34 يومًا حيث قضت عيد الفطر وراء القضبان وحيدة غريبة، ليعاد اعتقالها مرة أخرى بعد خديعة أوقعت بها، حيث تم استدعائها لاستلام أماناتها من المباحث في قلقيلية وعندما ذهبت برفقة والدتها وجدت عربة تعود للأمن الوقائي تنتظرها أعادت اعتقالها، ليعاد فتح التحقيق معها ولكن هذه المرة بتهمة الحض على النزاع بين الطوائف وعناصر الأمة من خلال الشبكة الإلكترونية، وهي تهمة تدور في فلك إثارة النعرات الطائفية.

وذكر محاميها مهند كراجة أن الأمن الوقائي أضاف إلى ملف اعتقال الاء جهات أخرى ادعى أنها تواصلت معها خلال يومي الإفراج عنها.

ولأن آلاء تنكر جملة وتفصيلاً التهم التي يتم إلصاقها بها، ويُعاد تمديد اعتقالها في ذات الوقت مرة تلو أخرى مع وجود قرار من المحكمة لإخلاء سبيلها، لم تجد الاء من وسيلة تدافع بها عن نفسها أمام هذه التهم الباطلة، وأمام هؤلاء الغيلان الذين يضغطون عليها للاعتراف بما لم تفعل، سوى "أمعاءها" التي تستطيع جعلها قنبلة موقوته تنهي عبر تفجيرها القضية برمتها.

أخبرت آلاء محاميها "مهند كراجة" عن عزمها القيام بإضراب عن الطعام بدأته يوم الخميس 27/6/2019. وهي تدرك تماماً أنه ليس من سلاح في يد المعتقل أكثر فتكاً من أمعائه الخاوية، حتى وإن أدى ذلك لوفاته.

آلاء بشير ليست القضية الأولى التي تُعتقل فيها الحرائر سياسياً في سجون بني جلدتنا، فقد سبقتها سهى جبارة التي عانت الكثير وتعرضت للضرب والضغط والتهديد، وخاضت أيضاً إضراباً عن الطعام كاد يودي بحياتها.

ليس من تجربة أسوأ من تجربة الاعتقال للمرأة، وإمضاء أيام قد تطول أو تقصر في عزلة تامة عن العالم وما يدور فيه من أحداث، وحيدة غريبة بعيدة عن بيتها وأهلها، تتقاذفها الهواجس والظنون بين ثوابت تعرفها تمام المعرفة وتتمكن منها تمامًا، ومعلومات مسمومة يبثها إليها سجَّانوها ليفتُّوا بعزيمتها وثباتها.. والحرَّة في المعتقل تتزين، نعم تتزين! تتزين بالصبر والثبات، والتحدي والإرادة، والتصميم على قهر السجان مهما كانت هشة وضعيفة الجسد، وظروف اعتقالها بالغة السوء يصعب على من لم يخض التجربة بنفسه أن يتصورها..

آلاء معتقلة في وقت أصيبت فيه الجمعيات الحقوقية والنسوية التي تنادي بحرية المرأة وحقوقها بالخرس والصمم، فلم تحرك ساكنًا فتنادي بحريتها في وقفات جماعية وفعاليات ترفض ما يحيق بها.. عنصرية مقيتة أشعرتنا جميعاً بالغثيان، فألاء المنقبة لم تجد بواكي لها، ولو كانت ترتدي "الميني جوب" وشعرها مسدول على كتفيها لوقف لها العالم على قدم وساق ولأصبحت قضيتها مثار حديث العالم ودعمه.

#الحرية_لآلاء_بشير

#كلنا_آلاء

#لا_للاعتقال_السياسي