رفض نائب أردني أي مشاركة عربية في الورشة الاقتصادية التي تعقدها الإدارة الأمريكية في البحرين الثلاثاء والأربعاء المقبلين، قائلا: إن هدفه الظاهر اقتصادي لكن محتواه هو البدء بتصفية القضية الفلسطينية، فيما شدد على التمسك بالوصاية الأردنية الهاشمية على المقدسات.
وقال النائب محمد الظهراوي، عضو لجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني: نرفض الحديث أو المشاركة أو أي شيء فيما يتعلق بورشة البحرين، والموقف الأردني واضح في رفض "صفقة القرن" وقد عبر عن ذلك العاهل عبد الله الثاني في مناسبات متكررة، كما أن كل مواطن أردني يرفض تلك الصفقة.
وحذّر الظهراوي في اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين"، أمس، من أن فحوى الورشة المذكورة هو تصفية القضية الفلسطينية وهو أمر مرفوض، مشددا على أنه لن يكون بمقدور هذا المؤتمر ولا غيره تصفية القضية التي هي في وجدان أصغر طفل وأكبر شيخ في فلسطين.
وتابع بأن القائمين على الورشة لن يستطيعوا تحقيق هدفهم، وسيزول الاحتلال.
وكان العاهل الأردني قال خلال لقائه وجهاء وممثلي أبناء وبنات محافظة الزرقاء في مارس/آذار الماضي: نحن في المملكة الأردنية الهاشمية علينا واجب تاريخي تجاه القدس والمقدسات، وبالنسبة لي القدس خط أحمر وشعبي كله معي، مشددا على أنه لا أحد يستطيع أن يضغط على الأردن في هذا الموضوع والجواب سيكون "كلا".
ونبه الظهراوي إلى أنه لا يوجد أي مبرر لخذلان فلسطين ولتصفية القضية الفلسطينية التي لا تخص الشعب الفلسطيني وحده، وإنما هي قضية كل مواطن في الدول العربية أيضًا، كما وصفها بأنها "قضية ربانية".
وقال الظهراوي: نرفض أي شيء يمس الثوابت الوطنية للأردن وفلسطين، وهذا موقف ينبع من مواقف القيادة الأردنية.
وأوضح أن مشاركة أي طرف عربي في مؤتمر البحرين يضر بالموقف العربي والفلسطيني، منبها إلى أن هناك "تجاذبا بين دول عربية والكيان الصهيوني منذ ثلاث سنوات على حساب القضية الفلسطينية".
لكنه أردف: نحن في المملكة الأردنية الهاشمية مع فلسطين سنكون قاب قوسين أو أدنى من النصر، وسنواجه كل من يقف أمامنا بشأن القضية الفلسطينية.
وأكد الظهراوي وجود تضييق اقتصادي على الأردن، "لكن إرادة الشعبين الأردني والفلسطيني أكبر من ذلك وستتكسر عليها كل المؤتمرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية".
وبيّن أن هناك ضغوطا على الأردن "لكي يرضخ" للصفقة الأمريكية، قائلا في الوقت نفسه: لن نستسلم لذلك.
وعن هوية تلك الضغوطات، قال: للأسف الشديد، إنها أمريكية إسرائيلية وفي الآونة الأخيرة ظهر هناك "الإخوة الأصدقاء" الذين يضغطون على الأردن من بعض الدول العربية، لكنه لم يسمها.
وقال النائب الأردني إنه لا يثق بواشنطن ولا بقراراتها، لأنها "الشريك الحقيقي" لـ(إسرائيل) ولم تكن يوما شريكا للتسوية، بل هي "متواطئة" مع دولة الاحتلال، ولولا هذا "التواطؤ" لما وجدت الأخيرة ولا استمرت.
وشدد على أن اعتراف دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي بالقدس المحتلة "عاصمة" مزعومة لـ(إسرائيل) لن يغير حقيقة أنها عربية وستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، مضيفا: ستبقى القدس ويرحل ترامب.
"الصف العربي"
وأشار إلى محاولات الاحتلال الإسرائيلي الرامية لـ"نزع الوصاية الأردنية الهاشمية وإعطائها لبعض الدول العربية التي أصبحت حليفة لـ(إسرائيل)"، وفق قوله.
وأضاف في الوقت نفسه: "لن نستطيع أن نواجه الغطرسة الأمريكية فيما يتعلق بالضغوط الاقتصادية على الأردن إلا بمساعدة الأشقاء (العرب)"، معبرا عن أمله في أن يعود الصف العربي ويقف إلى جانب الأردن الذي "كان ولا يزال واجهة الأمن والأمان".
وأوضح أنه لو توفرت رؤية عربية إسلامية لمواجهة "صفقة القرن" لعادت فلسطين.
لكنه أبدى تفاؤلا إزاء زوال الاحتلال الإسرائيلي، قائلا: حقيقة الاحتلالات على مر التاريخ لفلسطين تثبت أن الاحتلال سيرحل، فبريطانيا كانت أقوى من (إسرائيل)، فما بالنا بالأخيرة التي ليس لها أي مقومات، وحتى الاحتلال الصليبي زال عن فلسطين.
ودعا النائب الأردني إلى تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، قائلا: إن الانقسام الفلسطيني "أعطى مبررا" لبعض الدول العربية.
وأول من أمس جددت الفعاليات الحزبية والشعبية والشبابية رفضها لما يسمى "صفقة القرن" والوطن البديل والتوطين، وذلك في مسيرة انطلقت بعد صلاة الجمعة من أمام المسجد الحسيني في وسط البلد.
ويبرز على رأس فريق "صفقة القرن" جاريد كوشنر صهر ترامب، إلى جانب المبعوث الأمريكي لعملية التسوية في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، وهو يهودي أرثوذكسي عمل محاميا في مجال العقارات وكان مقربا لترامب منذ عقود.
ويتوقع مراقبون أن تقضي الخطة بضم (إسرائيل) المستوطنات ووصلها ببعضها البعض وترك مساحة تقل قليلا عن النصف للسلطة "في ظل شكل من أشكال الحكم الذاتي"، وحصول الأخيرة على أحياء على مشارف القدس مثل أبو ديس وبيت حنينا وسلوان.