عشية رأس السنة الميلادية 2026، وبينما تستعد مدن العالم للاحتفال، بدا المشهد في قطاع غزة مغايرًا تمامًا، حيث ظهر "بابا نويل" واقفًا وسط دمار واسع خلّفته الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عامين.
في قطاع تحوّل إلى منطقة منكوبة، غابت الأضواء والاحتفالات، وحلّت مكانها أنقاض المباني المدمّرة وشواهد الخراب.

وسط هذا المشهد، ارتدى الموسيقي الفلسطيني عزت القواسمي زي "بابا نويل"، وعزف ألحانه فوق الركام وبين خيام نازحين فقدوا منازلهم. ومع انسياب الموسيقى، خرج الأطفال تباعًا من بين الخيام والأزقة، واقتربوا بحذر قبل أن يتجمعوا حوله، في لحظات أعادت إليهم شيئًا من طفولة سلبتها الحرب.
وببالونات ملوّنة وهدايا بسيطة، تحوّل المكان إلى مساحة فرح عابرة كسرت ثقل الجوع والتهجير.
ويعيش آلاف الفلسطينيين في خيام ومراكز إيواء مؤقتة بقطاع غزة بعد تدمير منازلهم، في ظل نقص حاد بالمأوى وانعدام البدائل الآمنة، رغم اتفاق وقف إطلاق النار.
وخلال عام 2025، ألقى جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 112 ألف طن من المتفجرات، ودمّر نحو 90% من البنية العمرانية، وسيطر بالقوة على قرابة 55% من مساحة القطاع، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وقال القواسمي إن المبادرة هدفت إلى "إدخال الفرح وفتح نافذة أمل مع بداية عام جديد"، مؤكدًا أن الرسالة هي أن الحياة يمكن أن تستمر رغم الدمار، وأن الأيام المقبلة قد تكون أفضل، خاصة للأطفال الذين حُرموا المدارس وأبسط مظاهر الطفولة.
وتأتي هذه اللحظات الإنسانية في سياق حرب إبادة بدأت في أكتوبر 2023، وأسفرت عن أكثر من 71 ألف شهيد و171 ألف جريح، ودمار هائل قدّرت الأمم المتحدة كلفة إعادة إعماره بنحو 70 مليار دولار.


