فلسطين أون لاين

"كلماته الطيبة" .. أكثر ما تفتقده إيمان بعد استشهاد زوجها محمد دويدار

...
غزة/ صفاء عاشور:

لم يكن من السهل على إيمان أن تجيبنا عن سؤالنا عن أكثر ما تفتقده في شهر رمضان بعد استشهاد زوجها محمد دويدار، هذا الشهر الذي يأتي للمرة الثانية وروحه ليست معها أو مع ابنتيها الاثنتين.

رمضان الذي كان من المفترض أن يأتي بالفرح والسرور على إيمان زوجة الشهيد محمد أتى وفي القلب لا تزال غصة ونار لم تبرد بعد، وكيف للغصة أن تزول وللنار أن تبرد وكل ما حولها يذكرها بزوجها الشهيد خاصة ابنتيها الصغيرتين.

"هناك فرق كبير بين الحياة في شهر رمضان مع محمد والآن دونه، فهذا هو العام الثاني لي وأنا أعيش رمضان وأصومه دون زوجي الذي استشهد في 14-5-2017، صيام وعبادة ممزوجة بحزن على الفراق وصبر على القضاء والقدر.." هكذا افتتحت إيمان حديثها مع صحيفة "فلسطين" لتحكي لنا عن شهر رمضان دون محمد.

وأضافت:" رمضان الماضي كان أول رمضان لي بعد استشهاد محمد، حيث استشهد قبيل دخول الشهر الكريم بأيام قليلة، فكان لفقدانه أثر كبير، حيث عشت حالة الغياب الكامل لمحمد في أوقات السحور، الافطار، أعمال الخير التي يقوم بها".

وأوضحت إيمان أن أكثر ما تفتقده من محمد كلماته الطيبة التي كان يحكيها دائمًا، مشيرة إلى أنه كان يمدحها ويثني عليها وبالذات على الطعام الذي كانت تُعده بحب لأنه كان يحب أن يتلذذ بكل ما يتناوله.

وأردفت "ذكريات رمضان مع محمد كثيرة ولكن أجملها هي تلك الأوقات التي كان يقضيها مع ابنتيه سما ونور، فكانت هذه اللحظات من أكثر الأوقات التي يشعر الجميع فيها بالفرح والسعادة".

وبينت إيمان أن ابنتيه رغم مرور عامين على استشهاد والديهما، فإنهما تتذكرانه وتدعوان له في أوقات الأذان والصلاة، كما أنهما لا تتوقفان عن الحديث عنه ومشاهدة صوره أو الفيديوهات التي يظهر فيها.

ونبهت إلى أن أكثر الأوقات التي كان يلعب فيها مع الطفلتين هي بعد تناول وجبة السحور أو بعد عودته من عمله بسيارة التاكسي، موضحة أنه كان لا يعود للمنزل إلا ويحمل في يديه بعض الحاجيات للطفلتين وخاصة أكواز الذرة.

وذكرت إيمان أن زوجها الشهيد محمد كان بمجرد الانتهاء من تناول لقيمات من وجبة الإفطار يتوضأ ويتوجه للمسجد الذي كان بعيداً عن بيتهم، ويحتاج إلى وقت ليصل إليه، لافتةً إلى أنه كان يحب أن يكون في الصف الأول عند البدء بصلاة التراويح.

وأكدت أن محمد نال محبة الجميع بأخلاقه الحسنة مع أهل بيته وعائلته ومع كل من كان يتعامل معهم، كما أنه كان يمشي في فعل الخير دون مقابل، مشيرة إلى أنه قبيل استشهاده كان يرفض أخذ أجرة توصيل الراكب، ويطلب منه أن يدعو له الله أن ينال الشهادة.

وكان محمد سمير دويدار قد استشهد بعد مشاركته في أحداث مسيرات العودة الكبرى التي أقيمت بذكرى النكبة الفلسطينية في 14 مايو/ أيار 2018.