فلسطين أون لاين

​جبل الزيتون المقدس الحارس الأمين لمدينة القدس

يقف جبل الزيتون إلى الشرق من مدينة القدس بثبات، يحرس المدينة ويطل عليها، مصوبًا بصره ناحيتها، مراقبًا أي أحداث تجري فيها ويشهد عليها، عله يستطيع حمايتها من كل من يتأبط شرًّا بها، مشبعًا عينيه بجميلتها قبة الصخرة التي تثبت بدلال وإصرار وتحدي.

جبل الزيتون في القدس ("طور زيتا" كما كان يسمى قديمًا) سلسلة جبلية تتكون من سلسلة من القمم تقف على مشارفها الطور، والعيسوية، وسلون، وراس العمود، تكسوه أشجار لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، يقاوم الاستيطان بصدره العاري وشجاعة أبنائه.

كان جبل الزيتون مسرحًا خصبًا للكثير من الأحداث التاريخية الحاسمة في تاريخ الديانات الثلاث، جعلته مكانًا مقدسًا، وتاريخيًّا، ومعلمًا سياحيًّا، تتوزع على قممه العديد من الأبنية والمعالم والمقدسات، منها: مستشفى المطَّلع، ومستشفى المقاصد الإسلامي الخيري، ومركز الأميرة بسمة، وجامع سلمان الفارسي، ومسجد قبة الصعود، والزاوية الأسعدية، وكنيسة الزيتونة، وكنيسة السيد الباكي، وكنيسة الجثمانية، وكنيسة مريم المجدلية.

مسجد قبة الصعود

من الأماكن التي أوقفها صلاح الدين الأيوبي بعد أن حرر القدس، وكانت كنيسة بنيت في العصر البيزنطي تخلد ذكرى قيامة المسيح حسب العقيدة النصرانية وصعوده إلى السماء، ولكنها تهدمت ولم يبق منها سوى القبة والأعمدة، فحولها صلاح الدين إلى مسجد محتفظًا بزخارفها، مضيفًا إليها محرابًا، يستقبل المسجد الزوار من الطوائف النصرانية في الأعياد والمناسبات النصرانية، وتقام فيه الصلوات الخمس، وما زال تحت إشراف دائرة الأوقاف الإسلامية.

الزاوية الأسعدية

بناء يضم مسجدًا وزاوية صوفية، صُمم على النمط العثماني، يجاور مسجد قبة الصعود. أسسها شيخ الإسلام أسعد بن حسن التبريزي قاضي قضاة إسطنبول، ومفتي الخلافة العثمانية، توجد على جدرانها كتابات تؤرخ لتاريخ الزاوية وبنائها، كانت الزاوية عامرة بالزوار والرحالة فيما مضى، وتقام فيها الصلوات الخمس حاليًّا.

جامع ومقام سلمان الفارسي

ويوجد في القسم الشرقي من مقبرة الطور، بالقرب من برج كنيسة الصعود الروسية، كان المقام عبارة عن مغارة تحت الأرض، بني المقام فوقها بعد ذلك.

كنيسة الجثمانية (كنيسة الأحزان، أو كل الأمم)

تقع هذه الكنيسة في وادي قدرون الممتد بين القدس وجبل الزيتون، الجثمانية كلمة سريانية وتعني معصر الزيت، أنشئت الكنيسة حديثًا عام 1924م على موقع كنيستين قديمتين بُنيتا في عهد الصليبيين، والبيزنطيين، تتميز الكنيسة بواجهتها الفسيفسائية الملونة، والمدعمة بأعمدة جميلة، يُعتقد أن عيسى (عليه السلام) قد صلى في موقعها في الليلة الأخيرة، وجلس متفكرًا متأملًا مدركًا أنه سوف يُعتقل، شاعرًا بالأسى والضنك قبيل اعتقال الرومان له.

كنيسة مريم المجدلية

تتميز بقبابها الخمسة المذهبة التي تعتلي بناءها، بناها على النمط الروسي في قلب الحديقة الجثمانية قيصر روسيا، تخليدًا لذكرى والدته التي دفنت في ضريح يتوسط الكنيسة، تستقبل الكنيسة سنويًّا آلاف الزوار من النصارى.

كنيسة السيد الباكي

كنيسة صغيرة تقع على جبل الزيتون وتخلد رؤية ونبوءة عيسى (عليه السلام) بخراب القدس برغم ازدهارها وعمرانها، فبكاها قبل 2000 عام من الخراب، أشرف على بنائها مهندس إيطالي، تصور برمزية دموع عيسى (عليه السلام) وكأنها تنهال على قبتها.

كنيسة الزيتونة

تقع بالقرب من الزاوية الأسعدية، يعتقد أنه في مكانها علَّم عيسى (عليه السلام) تلاميذه كيفية الصلاة، وهي من أقدم الكنائس في فلسطين بعد المهد والقيامة، بناها الإمبراطور قسطنطين ووالدته هيلانة.