فلسطين أون لاين

عام على استشهادها برصاصة قناص إسرائيلي

دون رزان.. رمضان بطعم الفقد والحرمان

...
الشهيدة رزان النجار
خان يونس- صفاء عاشور

"لأول مرة أستيقظ لإعداد وجبة السحور دون أن أجد رزان قد سبقتني إلى المطبخ، أقف لحظات حتى أستوعب أنها لم تعد موجودة، وأنها لن تساعدني بإخراج الجبنة والمربى من الثلاجة، ولن تضع إبريق الشاي على الغاز".

تتجول في البيت تبحث فيه عن شيء تعرف أنه ليس موجودًا، ولكنه قلب الأم الذي لا يزال يشعر بوجود رزان في كل مكان من حولها، فالذكريات التي تحملها صابرين النجار والدة المسعفة رزان في عقلها لن تتمكن الأيام من محوها.

هذا هو حال صابرين التي حدثت "فلسطين" عن أول رمضان تصومه ويمر عليها هي وعائلتها دون وجود ابنتها الشهيدة رزان، وكيف أن رمضان الحالي مختلف تمامًا ولا يشبه أي رمضان مضى.

وقالت: "إن قدوم رمضان دون وجود رزان في البيت هذا العام مختلف كثيرًا؛ فمنذ ساعة إعلان رؤية الهلال توجهت بمفردي للمسجد لصلاة التراويح، وجلست أتبادل التهاني بقدومه وحيدة".

وأضافت النجار: "إن ابنتي رزان كانت تضفي جوًّا رائعًا مع قدوم الشهر الكريم، فكانت دائمًا هي المبادرة بالذهاب إلى المسجد لصلاة التراويح، وكانت أول من يستيقظ لإعداد وجبة السحور لجميع أفراد العائلة، وكانت تضفي لمساتها السحرية عند إعداد وجبة الإفطار".

وأوضحت أنها عاشت الأعوام العشرين التي مضت وهي برفقة رزان، لكن هذه السنة سيكون لوقع فقدانها ألم كبير على الأم المكلومة، فالوجع لم يخف بعد، والقلب لا يزال يتذكر أبسط تفاصيل الحياة التي كانت تتشاركها وابنتها الشهيدة.

وتابعت: "يؤلمني أني لم أجدها أمامي تُجهز لشوربة الخضار التي كانت تبرع في إعدادها لنا، ولم أجدها تجلس في المطبخ وهي تلف رقائق السمبوسك التي تحبها، وكذلك افتقدت صينية الكنافة ذات الطبقات الثلاث التي كانت تعدها بكل حب".

واستدركت: "لكن أكثر ما يؤلمني هو أنها لن تؤمني بعد الآن في صلاة التراويح عندما نقرر أن نصليها في المنزل برفقة أختها الصغيرة"، موضحة أنها كانت تحب أن تؤمهما في الصلاة وترتل القرآن بصوتها العذب.

وبينت النجار أنها تعيش على الذكريات وتحاول أن تبقيها في ذاكرتها قدر المستطاع، مشددةً على أنها لن تسمح للزمن أن ينسيها أي شيء يخص ابنتها رزان، مهما كانصغيرًا وغير مهم.

وذكرت أنها لن تتوقف عن الذهاب إلى المشاركة في مسيرات العودة الكبرى بالقرب من السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 48، وأنها ستستمر في تقديم المساعدة الطبية لكل الجرحى والمصابين كما كانت ابنتها رزان تفعل.

واستشهدت رزان برصاصة قناص إسرائيلي اخترقت صدرها وخرجت من ظهرها، لدى وجودها بالقرب من الشريط الحدودي لإسعاف اثنين من المصابين في أثناء مشاركتهما في مسيرات العودة الكبرى جنوبي القطاع.