فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

بعد قرار الاحتلال تصنيف الأونروا "منظمة إرهابية".. طالع أبرز تصريحات الفصائل الفلسطينية

الكنيست يصادق بالقراءة الأولى على تصنيف أونروا "منظمة إرهابية"

"لن تبقى لكم دبابات".. حزب الله ينشر رسالة جديدة مخاطبًا جيش الاحتلال (شاهد)

ابن حاخام متطرف.. جيش الاحتلال يفتح تحقيقًا في ملابسات مقتل ضابط بانفجار "غامض" بغزّة

عائلات محاصرة تستغيث.. خانيونس: الاحتلال يشرع بارتكاب جرائم بحق تجمعات المواطنين والنازحين

"كمائن وتفجير عبوات".. القسام تبث لقطات لعمليات استهدفت بها جنود ومستوطنين بطولكرم (شاهد)

خلال 24 ساعة فقط.. الحوثيون: استئناف العمل في ميناء الحديدة بعد تعرضه لقصف إسرائيلي

أسير محرر يغتال ضابطاً إسرائيلياً في قلب مستوطنةٍ قرب القدس.. ما التفاصيل؟

من مسافة الصفر.. القسام تنشر تفاصيل "ملحميَّة" لإيقاع قوتين "إسرائيليتين" في "كمين" غربي رفح

"كابوسًا سيبرانيًا".. "هآرتس" تكشف: حماس تملك قاعدة بيانات "خطيرة" لآلاف الجنود وعائلاتهم

​إرادة قوية ودرّاجة متهالكة تنقلان "عبد الرحمن" من اليأس إلى الأمل

...
غزة/ محمد الهمص:

"لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة" منهجٌ اقتداه الشاب عبد الرحمن أبو رواع صاحب الـ 24 عـامًا، الذي يعيش حياته بذراع وساق فقط، إثر تشوهات أصابته عند الولادة في يده اليمنى وكذلك الساق اليمنى.

الإعاقة الجسدية التي يعاني منها أبو رواع لم تكُن أبدًا سبب خمولٍ أو تقاعس لديه، فهو صاحب الإرادة التي لا يملكها كثير من الأصحاء. يبدأ حديثه لـ "فلسـطين" وابتسامة ارتسمت على وجهه قائلًا: "ساقي ويدي مبتورتان، لكن حلمي لا يزال ينبض بالحياة".

لم تتوقف المحاولة

ومن أشكال التحدي كما يروي أبو رواع، قيادته دراجة هوائية بكل سهولة بعد قضائه أيـاما طوالا في التدريب سرًا ورفض والديه الفكرة لخوفهما عليه بعد السقوط المتكرر، وأصبحت فيما بعد هذه الدراجة وسيلة الذهاب إلى مدرسته التي تبعد 3 كم عن منزله في قرية أم النصر شمال قطاع غزة.

وقال عبد الرحمن لـ"فلسطين": إن تعلُم كيفية ركوب الدراجة لم يكن بالأمر الهيّن بالنسبة له، فقد أصيب مرات عدة في أثناء تدريبه بكسور وخدوش، وإتقان قيادتها أعده أعظم إنجاز حققه.

وتابع: "خوف والديّ كان طبيعيًا بعد تعرضي للإصابة المتكررة، لكنّ بعض المحيطين بي انتقدوا حتى فكرة المحاولة كون الأمر خطيرا، وآخرين سخروا مني، لكنني لم ألتفت لأي منهم وكان التحدي بيني وبين نفسي".

وأوضح أبو رواع أنه أثبت لنفسه وللآخرين أن إعاقته لن تعطل قدراته، فنجح في تحديه ما دفع والده لشراء دراجة هوائية جديدة له، وتعديلها بما يتناسب مع حاجة عبد الرحمن وطبيعة طريق مدرسة وشوارع حيه غير المعبدة.

وعن قيادته يقول: "أضبط دراجتي بما يتناسب مع حالتي، ومن ثم أوازن جسدي فوقها، وأدفع بنفسي إلى الأمام بمساعدة قدمي اليسرى، وأبدأ بالتنقل في الحي كأي شخص سليم، وأذهب إلى السوق وبعض الأماكن لقضاء حاجاتي اليومية".

وأضاف: أعتمد كليا في إصلاح دراجتي على نفسي، ما كان قديمًا يثير استغراب الكثير وتساؤلاتهم، لكن أصبح الأمر الآن عاديًا وبات الكثيرون يؤمنون بقدرتي على حل مشكلاتي.

محاولات لا تنتهي

وتابع أبو رواع، أنه حاول مُسبقًا ارتداء طرف اصطناعي محلي الصنع، لكنه كان غير ملائم وتسبب بخدوش وألم في الجلد، ما دفعه للاستغناء عنه.

وأضاف أن تكلفة الطرف مُجهدة للعائلة، حيث تعدت ألفي دولار، وهو مبلغ باهظ بالنسبة لأسرة عبد الرحمن التي تعيش في منزل متواضع في قرية أم النصر (القرية البدوية) شمال قطاع غزة.

واستدرك أبو رواع من ذاكرته بعض اللحظات له في الصف الأول الأساسي، حين حاول بمساعدة أمه استخدام الكرسي المتحرك، ومن ثم اعتماده على نفسه من خلال دفع الكرسي بصدره ليسير للأمام، لكن سوء أحوال شوارع حيه دفعه للبحث عن طريقة أخرى.

أما في الصف السادس الابتدائي وحتى انتهائه من المرحلة الثانوية، أصبح الاعتماد كاملا على الدراجة الهوائية في الذهاب إلى مدرسته التي تبعد حوالي 3 كيلومترات عن منزل عبد الرحمن، وكان يصعب وصول السيارة إليها.

وبيّن أبو رواع أن حياته مبنية على الأمل والمثابرة والسعي، وأنه صاحب عزيمة يمكنه من خلالها تحقيق ما يشاء، حيث لم يسمح أبدًا لإعاقته الجسدية بمنعه من "محاولة" العيش على أكمل وجه.

يبحث المستقبل

ويسعى أبو رواع للبحث عن تمويل لتنفيذ مشروعه الخاص، لإعالة أُسرته والبحث عن زوجة له ومنزل مناسب يؤوي عائلته، مضيفًا: "يجب التحلي بالأمل والشجاعة لتجاوز التحديات التي لا تكاد تنتهي في الحياة".

انضم عبد الرحمن في سن مبكرة لبرنامج التأهيل في الإغاثة الطبية، الذي ساعده بمواءمة دورة المياه وغرفة النوم والتنسيق مع المدارس التي يرتادها لتوفير الإمكانات اللازمة له ودمجه مع أقرانه.

وأصبح أبو رواع ملهما لكثير من الحالات التي تعاني الإعاقة، ودفعهم للسعي لتحقيق أحلامهم، حيث يشارك مع إدارة البرنامج في كثير من اللقاءات لنقل تجاربه للآخرين، ويشارك كل عام في اليوم الدولي لذوي الإعاقة، ليروي قصة إرادة قوية وانتصار على الإعاقة وتحقيق أحلامه.

ويعمل برنامج التأهيل التابع للإغاثة الطبية، في أكثر من 100 موقع سكاني، ويقدم البرنامج خدماته لأكثر من 12 ألف شخص معاق في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويهدف لتحقيق الدمج الاجتماعي الشامل للأشخاص المعاقين في إطار مجتمعاتهم، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص على أساس الحقوق المتساوية للأشخاص المعاقين.