تشهد سجون الاحتلال الإسرائيلي حراكاً واسعاً من الأسرى، في مسعى منهم لتحقيق بعض الإنجازات التي من شأنها تسهيل حياتهم في الأسر، وتترقب معه قلوب أهاليهم التطورات داخل السجون، مع مخاوف من إصابة أبنائهم بأي أذى بعد إعلان قيادة الحركة الأسيرة البدء ببرنامج متسلسل للإضراب المفتوح عن الطعام.
القلق سيد الموقف
والدة الأسير سميح الحداد المحكوم بالسجن عشرين عاماً قضى منها ثلاثة عشر، قال لصحيفة "فلسطين" إنها تتابع أخبار الأسرى أولاً بأول خاصة الموجودين في "سجن النقب" (حيث يوجد ابنها).
وأضافت: "يتملكنا الخوف على أبنائنا الذين قضوا مدة طويلة في السجن ولا نعلم هل سنراهم أحراراً قبل أن نموت أم لا؟!".
وأشارت إلى أن ما زاد قلقها الأنباء عن عدم تنظيم زيارة أهالي الأسرى لذويهم داخل السجون، حيث لم تبلغهم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بموعد الزيارة التي من المفترض أن تتم هذه الأيام.
وتابعت والدة الأسير الحداد: "ليس بيدنا أن نفعل لأبنائنا شيئاً، وقلوبنا تتلهف عليهم وعلى أخبارهم".
ولفتت إلى أن المشكلة تكمن في عدم التزام الاحتلال بأي اتفاق يعقده مع الأسرى، فقد قدم لهم وعودات عدة مقابل فك إضرابهم السابق، لكن بمجرد قيامهم بذلك نكص الاحتلال وعوده.
ومضت تقول: "المصيبة أن الجميع يتجاهل مأساتهم من مؤسسات حقوق إنسان ودول عربية وأجنبية، فيسمعون ويعرفون ما يعانونه لكن لا أحد يتحرك لإنقاذهم، وأملنا الوحيد أن تنجح المقاومة بعقد صفقة مشرفة تُفرج عنهم جميعاً".
وما زاد معاناة الأسير الحداد قطع السلطة الفلسطينية راتبه منذ بداية العام الحالي، إذ تقول والدته: "وضعنا المادي لا يسمح لنا بإرسال المال له فوالده عاطل عن العمل، وهو لا يريد أن يُثقل علينا فتوقف عن طلب المال لكنه بالتأكيد يحتاج للكثير من الأشياء من طعام ولباس".
بدورها، بينت زوجة الأسير عبد الحليم البلبيسي المحكوم مدى الحياة وقضى 23 عاماً داخل السجون، أن متابعة أهالي الأسرى لما يحدث داخل السجون صعبة جداً فهم يتملكهم القلق والخوف على أبنائهم.
وقالت لصحيفة "فلسطين": "نتابع الأخبار أولاً بأول ونتمنى لهم الفرج القريب، فالإضرابات تؤثر سلباً عليهم صحياً وتسبب لهم مضاعفات، فزوجي- مثلاً- ليس من السهل عليه الإضراب كونه خاض التجربة أكثر من مرة الأمر الذي أثر عليه صحياً في ظل الإهمال الطبي وقلة الطعام ورداءته".
وأضافت: "حالتنا النفسية مضطربة لأجلهم، لكن ليس بيدنا إلا أن ندعو الله أن يوفق المقاومة للإفراج عنهم قريباً خاصة مَنْ ضاعت زهرة شبابهم داخل السجون".
الموت بعينه
وبينت زوجة الأسير نضال البرعي المحكوم بالسجن (30 عاماً) قضى منها (23 عاماً) أنها وأسرتها ترقب أخبار التطورات في السجون أولاً بأول، مبديةً خشيتها من الإضراب لأنه يمثل "الموت" بحد ذاته.
وقالت لصحيفة "فلسطين": "حتى نحن كأهالي أسرى تتوقف حياتنا عند خوضهم إضرابا فنكون نحن والأموات واحدا، لا رغبة لنا بطعام أو شراب، فالسجن مأساة والإضراب سجن داخل سجن".
وأضافت: "أنْ نرى أبناءنا يموتون أمام أعيننا هو أمرٌ يفوق احتمالنا، نتمنى أنْ يحققوا مطالبهم وهم بأفضل حال، وأنْ تتمكن المقاومة من تحريرهم قريباً".
ودعت جميع أبناء شعبنا وخاصة الإعلام الفلسطيني للوقوف مع الأسرى، قائلة: " الإعلام مقصر بحق من ضحوا بأعمارهم في سبيل الوطن، في حين يمارس الاحتلال الإسرائيلي حملات إعلامية خرافية من أجل جنوده الأسرى في غزة".