فلسطين أون لاين

​في الذكرى الأولى لانطلاقها

مسيرات العودة شكلت محطة فاصلة في تعطيل "صفقة القرن"

...
المسيرة ضاغطة على كل المسارات وليس فقط على المستوى الإسرائيلي
غزة/ هدى الدلو:

في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار في 30 مارس/ آذار 2018، لا زالت مسيرات العودة تحظى بإصرار فلسطيني كبير على استمرارها حتى تحقيق أهدافها التي انطلقت من أجلها قبل عام.

وأجمع متحدثون استطلعت صحيفة "فلسطين" وجهة نظرهم، على أن المسيرات شكلت محطة فاصلة في تعطيل "صفقة القرن" التي أرادت تصفية القضية الفلسطينية وإلغاء حق عودة اللاجئين للأراضي التي احتلتها (إسرائيل) إبان نكبة الـ48.

أعادت القضية للصدارة

ويرى جريح مسيرات العودة ظريف الغرة، أن المسيرات شكلت مرحلة فارقة في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني، وهي في غاية الأهمية بعدما أثبتت تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وبخيار المقاومة بأشكالها المختلفة.

وقال الغرة لـ"فلسطين": إن المسيرات سلطت الضوء على القضايا والهموم الفلسطينية، ورسخت في عقول الأجيال الصغيرة حق العودة والتمسك به، باعتبار أنه من الثوابت الوطنية، وكذلك أعادت للقضية الفلسطينية اعتبارها وصدارتها في الساحة الدولية، وكان ذلك واضحًا من خلال المشاركة الجماهيرية الكبيرة من كل أطياف شعبنا التي توحدت خلف حق العودة والقدس ومطالب شعبنا العادلة في كسر الحصار.

ويحرص الغرة على المشاركة في المسيرات رغم إصابته بالرصاص الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن للجرحى بصمة واضحة ومشرّفة في المشاركة الفعالة بالمسيرات، وقد أرسلوا من خلالها رسائل واضحة بأن "الاحتلال رغم ما سببه لهم من إصابات وبتر للأطراف إلا أنه لن يصيب عزيمتنا أو يكسر من إرادتنا" كما قال.

وتعد سمية السلقاوي أن مسيرات العودة شكلت سدًا منيعًا أمام مخططات تصفية القضية الفلسطينية، وأن غزة ساهمت في تأجيل إعلان مخطط صفقة القرن حتى الآن.

وأوضحت السلقاوي لـ"فلسطين" أنه رغم إعلان ترمب بأن القدس عاصمة لـ(إسرائيل) كجزء من الصفقة إلا أنه تأجل الإعلان عنها بعد انطلاق المسيرات.

وقال رامز بارود عضو لجنة الأطر الطلابية في الهيئة الوطنية لمسيرات العودة: "كانت المسيرات نقطة فاصلة في تاريخ شعبنا، خاصة أنها وصلت لمراحل متقدمة، ووضعت حق العودة على سلم الأولويات".

وعد أن استمرار المسيرات جعل العالم ينحاز تجاه مسيرات العودة السلمية على حساب صفقة القرن، كما أنها خلقت نوعًا من التعاطف مع الشعب الفلسطيني تجاه استرداد حقوقه.

وتابع بارود حديثه: "بشكل عام كانت المسيرات كسهم غارس في صدر صفقة القرن وتهويد القدس".

ضغط على (إسرائيل)

وبين ميسر صيام عضو لجنة العمل الجماهيري في الهيئة الوطنية، أن المسيرات عمل سلمي وجماهيري ضاغط على (إسرائيل)، لكنه يشكو جنود الاحتلال بفعل القمع المميت للمشاركين.

وأشار صيام لـ"فلسطين"، إلى أن المسيرة ضاغطة على كل المسارات وليس فقط على المستوى الإسرائيلي، داعيًا إلى المشاركة الواسعة في يوم الأرض لهذا العام "لنثبت أن الأرض حق لنا لا يمكن المساومة عليه، والمحتل مغتصب لها" كما قال.

رائد أبو جراد مدير المركز الإعلامي لمخيم العودة شرق غزة، أكد أن مسيرات العودة وكسر الحصار جاءت في وقت مهم وحساس على القضية الفلسطينية، ومنذ انطلاق هذه المسيرات في ٣٠ مارس/ آذار ٢٠١٨، جاءت لتؤكد على ثوابت شعبنا وحقوقه ممثلة في حق العودة، وإنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين لأرضهم التي هجروا منها قبل 70 سنة.

وعدَّ استمرار المسيرات للعام الثاني على التوالي، دليلا راسخا على تمسك شعبنا بحقوقه وثوابته، مضيفًا: "ودليل ذلك التضحيات الكبيرة التي قدمها شعبنا وما زال في سبيل الوصول للحرية والعودة".

واستكمل أبو جراد لـ"فلسطين": "ربما ليست مصادفة أن تأتي مسيرات العودة في ظل قرارات الإدارة الأمريكية ممثلة برئيسها ترمب وقراره بشأن إعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال، لكن نؤكد أن ما يسمى صفقة القرن لن تمر ولن يسمح شعبنا بتنفيذها على أرض الواقع".

أستذكر التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب في مليونية العودة بتاريخ ١٤ مايو/ أيار الماضي، بالتزامن مع احتفال نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة، فقد وقف الشعب يومها صفًا واحدًا في مواجهة هذه المؤامرة وعدم السماح بتمريرها.