فلسطين أون لاين

​د. الفراني يحوِّل مكتبته الخاصَّة إلى عامَّة

...
غزة- هدى الدلو

لعل حبه للقراءة، وانغماسه فيها في السنوات الماضية، وانغماس الناس وخاصة الشباب في الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لساعات طويلة دون الشعور بأدنى كلل أو ملل، والعزوف الواضح عن المطالعة، هذه الدوافع وغيرها مهدت الطريق لدى د. عبد الحميد الفراني نحو تطبيق فكرته في تحويل مكتبته الخاصة إلى مكتبة عامة، لتكون مبادرة شخصية تحت عنوان "اقرأ تؤجر".

الفراني حاصل على درجة الدكتوراة في التاريخ الإسلامي، ويعمل أستاذا مساعدا في كلية مجتمع الأقصى، عدا عن أنه مؤلف وباحث في المجال الفلسطيني، وحاصل على عدة جوائز بحثية.

وقال: "في السنوات السابقة لم يكن لدى الشخص أمامه سوى القراءة للتخلص من الملل في أوقات الفراغ، والمحب للقراءة كان يبحث عن أوقات فراغ ليقرأ المزيد من الكتب، أما الآن قلما تجد أناسا لديهم ميول نحو المطالعة، فجل تركيز الشباب في الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي".

فاستأجر د. الفراني حاصلًا على حسابه الخاص لتحويل مكتبته الخاصة إلى عامة يمكن للجميع الاستفادة منها، كما عمل على أن تكون له أسهم من الحسنات باستفادة الناس، فكتب له الأجر والثواب عند الله.

وبعد انتهاء دوامه في الجامعة، يعود للبيت ليحظى بقسطٍ من الراحة، ثم يذهب لفتح المكتبة من الساعة الخامسة حتى العاشرة مساءً، ولكن في الإجازة الصيفية سيفتحها طيلة ساعات النهار.

وأضاف د. الفراني: "فهذه المكتبة المجانية، لا يوجد فيها مبدأ استعارة الكتب، خوفًا من ضياعها وعدم إرجاعها، خاصة أني لستُ جهة حكومية، أو سلطة معينة لأتمكن من استرجاعه، خاصة أنه سبق لي الإعارة وضاعت بعض الكتب، فتسبب لي الإحراج".

وأشار إلى أن المكتبة متنوعة وثقافية أكثر منها تخصصية، وتركز على المجال التاريخي الإنساني، ويبلغ عدد الكتب التي تحتويها ما يقارب 2000 كتاب، وهناك بعض الذين علموا بالمبادرة وتبرعوا بعددٍ من الكتب، كما أنه يوجد فيها مكتبة إلكترونية خاصة بالباحثين.

كما تتيح المكتبة الجلوس فيها بدلًا من الوجود في الطرقات، حيث يمكن طرح موضوع معين والنقاش فيه، ليكون أقرب لديوان ثقافي.

وتابع د. الفراني حديثه: "لن أتوقف عند هذا الحد، بل سأثري المكتبة بمزيد من الكتب، وتوسيع المكان خاصة في حال زادت أعداد زوارها، كما سأوفر آلة للتصوير بدلًا من الإعارة، كما أود عمل حلقة خاصة لتحفيظ القرآن، وعمل الندوات النقاشية، واستضافة بعض الأدباء والمفكرين".

وقد استثمر الفراني ثمرة قراءته في السنوات الماضية، ومعرفته بالمصادر والمراجع في مجال التأليف، ويذكر أن لديه أكثر من 12 كتابًا مؤلفًا، و30 بحثًا محكمًا، وشارك في أكثر من 35 مؤتمرًا علميًا، وحصد عدة جوائز، كان آخرها في 31/12/2018، حيث حصل على جائزة المركز الثقافي الآسيوي في دورته الأولى في مجال التأليف والنشر.

وأكثر ما استفزه كلام المحبطين ممن حوله، فكانوا ينظرون له باستهجان واستغراب متسائلين عن العائد المادي من وراء ذلك، ودفعه لإيجار الحاصل من ماله الخاص، ويأمل أن تكون أمة "اقرأ" أن تقرأ بدلًا من غرقهم في مواقع التواصل الاجتماعي، ويوسع مشروعه الخاص.