فلسطين أون لاين

عون: القدس لا يمكن أن تكون مدينة معزولة

...
بيروت/ فلسطين:

قال الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، إن السلام لا يقوم بضرب الحقوق المشروعة للشعوب والتلاعب بالديموغرافيا وتغيير معالم الدول جغرافيا واجتماعيا وبالإمعان في العنصرية ورفض الآخر.

وأكد عون، خلال كلمة ألقاها أمام السلك الدبلوماسي ومديري المنظمات الدولية في لبنان، أمس، أن السلام الحقيقي لا يقوم من دون عدالة واحترام حقوق الشعوب الصغيرة قبل الكبيرة والفقيرة قبل الغنية والضعيفة قبل القوية.

وقال: "من أجل حقوق مثل تلك الشعوب وجدت المؤسسات الدولية، هكذا تقول مواثيقها، وأي حل لا يقوم على هذه المقاربة يحمل معه انهياره قبل أن يبدأ تطبيقه".

وتساءل "أما العدالة الموعودة، والحرية المنشودة، فأين نبحث عنهما؟ هل في ضياع القدس؟ أم في "صفقة القرن" التي ستسرق من الفلسطينيين أرضهم وهويتهم؟ أم في مخيمات النازحين السوريين التي يسعى العالم لإبقائهم فيها؟ أم في التهجير الجديد لمجموعات بشرية والتحويل الديمغرافي؟ أم في شعوب يُقرَّر عنها مصيرها ومستقبلها؟لماذا كل ذلك؟ ومن أجل ماذا؟ يحق للشعوب التي تدفع الأثمان أن تسأل!".

وأضاف عون "تبرز الى الواجهة صفقة القرن وقضية القدس، ويترافق ذلك مع ضغوط إسرائيلية متواصلة على لبنان، سواء عبر الخروقات الدائمة للقرار 1701، وللسيادة اللبنانية، براً وبحراً وجواً بمعدل 150 خرقاً شهرياً، أو عبر الادعاءات والاتهامات والتهديدات. وعلى الرغم من كل ذلك يبقى لبنان حريصاً على تطبيق القرار 1701 والمحافظة على الأمن والاستقرار في الجنوب اللبناني".

وأكد أن التهديدات الإسرائيلية والضغوط المستمرة، والحلول الغامضة وما تحمله من صفقات، بالإضافة إلى ضرب الهوية الجامعة للأرض المقدسة، عبر اعتماد القدس عاصمة لـ(إسرائيل) وإعلان يهوديتها، كلها إشارات منذرة بالخطر، ولا تنهي الحروب القائمة، بل تؤسس لحروب جديدة ولتهجير جديد وتطهير عرقي جديد.

وشدد الرئيس اللبناني على أن القدس، المدينة التي تحمل إرث الديانات السماوية، لا يمكن أن تكون مدينة معزولة ومحظورة؛ فالقدس، تحمل جوهرها في اسمها، مدينة السلام، أرض السلام، وما يحميها ليست أسوارها ولا جدرانها، لقد سبق وأحاطتها الأسوار ولفّها الجدار عبر التاريخ ولم تتمكن من حمايتها.