كشف الناطق باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني إياد البزم عن اعتقال 45 متخابرا مع الاحتلال الإسرائيلي بعد كشف الوحدة الخاصة شرق خان يونس في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وبثت وزارة الداخلية والأمن الوطني مساء أمس، اعترافات عدد من المتعاونين والمتخابرين مع الاحتلال الإسرائيلي اعتقلوا مؤخرا على يد جهاز الأمن الداخلي.
وأوضحت الداخلية أن عملية اعتقال هؤلاء العملاء تمت إثر تداعيات عملية تسلل الوحدة الإسرائيلية الخاصة شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة في نوفمبر الماضي والتي كشفتها المقاومة الفلسطينية.
وذكرت أنه تم اعتقال 10 عملاء من شمال قطاع غزة، و12 عميلا من مدينة غزة، و8 عملاء من الوسطى، و8 عملاء من خان يونس، و7 عملاء من رفح جنوب القطاع.
وتضمنت اعترافات بعض المتخابرين التي عرضتها وزارة الداخلية، أساليب الاحتلال في إسقاطهم، وإيهامهم بأنهم في مأمن، وبعض الإجراءات المتعلقة بالوحدة الإسرائيلية التي كشفتها المقاومة الفلسطينية.
وبحسب الاعترافات فإن عملية إسقاطهم في وحل العمالة تنوعت بين اتصال عبر الهاتف من مخابرات الاحتلال وعرض التخابر والتهديد حال رفض الاستجابة، وبين الابتزاز من خلال التعارف مع فتيات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وخلال المرور عبر حاجز بيت حانون "إيرز" للعلاج أو التجارة أو أغراض أخرى.
ومن أبرز المهام التي كلف بها المتخابرون تقديم معلومات عن المراكز والمواقع الحكومية والأمنية والشرطية والأماكن والمنشآت المثبت عليها كاميرات مراقبة، وحواجز الأجهزة الأمنية، ونقاط تمركز أفراد الضبط الميداني شرق القطاع، ومواعيد انقطاع التيار الكهربائي، وشراء مركبات واستئجار أراضي لصالح ضباط الاحتلال، ونقل أجهزة ومعدات داخل القطاع.
وفي أحد الاعترافات، كشف عميل عن تكليف مخابرات الاحتلال له للانتقال إلى سيناء والعمل في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هناك.
وأوضح البزم في لقاء تلفزيوني أن الأجهزة الأمنية في غزة قادرة على إحباط تحركات العملاء، وإن المتخابرين بغزة في قبضتها.
وذكر أن الأجهزة الأمنية استطاعت أن تلقي القبض على 45 عميلاً بعد الحادث الأمني شرق خانيونس في نوفمبر الماضي، وهم قيد التحقيق الآن، قائلا: "أمام العملاء رسالة واحدة بأن يسلموا أنفسهم ويعودوا للوطن، أو يواجهوا يد العدالة والقانون".
وتابع: "كل ما يمني به الاحتلال عملاءه هو عبارة عن كذب وسراب"، مشيرا أن الاحتلال يحاول إيجاد عملاء لمساعدته في ارتكاب الجرائم ضد أبناء شعبنا، محذرا في الوقت ذاته أبناء شعبنا من التفاعل على صفحات الاحتلال على وسائل التواصل الاجتماعي، الرسمية وغير الرسمية، لأنها وسائل للإسقاط.
ومن وسائل الإسقاط لدى الاحتلال: حاجز بيت حانون، والاتصالات من فتيات، والجمعيات الخيرية، والمساعدات، والابتزاز، وفق حديث البزم، قائلا: "من يسلم نفسه من العملاء سيتم التعامل بشكل سري وخاص، ومحاولة التخفيف عنه لدى محاكمته قضائياً".
وتابع: "إذا ما وقع أي مواطن في وحل التخابر، عليه بالمبادرة قبل أن يتورط في دماء أبناء شعبه، وأن يتوجه لوزارة الداخلية لتسليم نفسه، وسنتعامل معه بحرفية"، مشيرا إلى أن كثير من أبناء شعبنا عرض الاحتلال عليهم التعاون والتخابر لكنهم رفضوا ذلك، وبعضهم تورط في وحل العمالة وتم إنقاذه بعد تسليم نفسه وهو يعيش الآن حياته بشكل طبيعي.
وأكد البزم على نجاح الأجهزة الأمنية في غزة على مدار السنوات السابقة في إلقاء القبض على كثير من العملاء ومصيرهم في النهاية كان حبل المشنقة.
وقال: "اليوم يتفوق العقل الأمني الفلسطيني، وأصبحت أجهزتنا الأمنية قادرة على تلبية تطلعات شعبنا الفلسطيني حتى تحقيق حريته"، لافتا أن الاحتلال اضطر إلى تسيير قوات خاصة إلى غزة بعد كبح تحركات عملائه.
لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا