نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية إحصاءات متناقضة حول عدد اليهود في الدول العربية.
في منشورها بالعربية، قارنت الخارجية الإسرائيلية بين ما قالت إنه عدد اليهود في دول عربية عام 1948، وعددهم اليوم، مشيرة إلى ما وصفته بانخفاض “حاد” في أعدادهم.
وقالت الوزارة: "هل تعلم أن معظم يهود الدول العربية يرجع تاريخهم إلى شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام بألف عام، لكن حاليا لم يتبق إلا القليل منهم؟".
ووفق الأرقام المنشورة بالعربية، زعمت الوزارة أنه كان في العراق نحو 135 ألف يهودي ولم يبقَ منهم إلا أقل من 10، وفي ليبيا 38 ألفًا لم يبقَ منهم أحد، وفي المغرب كان يوجد 265 ألفًا تبقّى منهم 2150، وفي اليمن 63 ألفًا تبقّى 50.
أما في مصر، فقالت الوزارة إنه كان هناك 75 ألف يهودي تبقّى منهم 100، وفي الجزائر 140 ألفًا تبقّى منهم 200. كما ذكرت أنه في لبنان كان يوجد 6 آلاف تبقّى منهم 50، وفي سوريا 30 ألفًا تبقّى منهم 10، وفي تونس 105 آلاف تبقّى منهم 1500.
لكن النسخة الإنجليزية المنشورة على الحساب نفسه قدّمت أرقامًا مختلفة عن الأعداد التي ذكرتها النسخة العربية.
ففي المنشور الإنجليزي قالت الوزارة إن في مصر كان يوجد 100 ألف يهودي “لم يتبقَّ منهم إلا 3”، وفي الجزائر 140 ألفًا تبقّى منهم 50.
كما زعمت أن لبنان كان فيه 7 آلاف تبقّى منهم 20، وأن سوريا كان فيها 30 ألفًا تبقّى منهم 30، وأن العراق كان فيه 135 ألفًا تبقّى منهم 4. أما اليمن، فقالت الوزارة إنه كان يضم 60 ألفًا تبقّى منهم 5 فقط.
وبالنسبة لإيران، قالت الخارجية الإسرائيلية إن 100 ألف يهودي كانوا يعيشون هناك، لم يتبقَّ منهم إلا 9500.
وذكرت الوزارة باللغة الإنجليزية أن إسرائيل تحيي في 30 نوفمبر/تشرين الثاني سنويًا ما تصفه بأنه "ذكرى طرد اليهود من الدول العربية وإيران".
يأتي هذا السرد في إطار محاولات إسرائيلية متكررة لإعادة تقديم رواية تربط بين هجرة اليهود وبين ما تسميه "الطرد"، رغم أن جانبًا كبيرًا من هجرة اليهود العرب إلى إسرائيل جاء عقب إعلان قيامها في 1948 على أراضٍ فلسطينية احتلتها عصابات صهيونية بعد ارتكاب مجازر واسعة وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين قسرًا.
ورغم ذلك، تشير تقارير عديدة إلى أن "إسرائيل" استغلت الهجرة اليهودية من الدول العربية لتدعيم مشروعها الديمغرافي، في الوقت الذي ظلت فيه تحتل أراضي عربية في سوريا ولبنان وتفرض سياسات تمييزية ضد الفلسطينيين داخل الخط الأخضر.
منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تصعّد "إسرائيل" حربها الدموية على الفلسطينيين، إذ خلّفت الإبادة الجماعية في قطاع غزة أكثر من 70 ألف شهيد ونحو 170 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب دمار هائل قدّرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعماره بنحو 70 مليار دولار.
وفي الضفة الغربية، قتل جيش الاحتلال ومستوطِنون — بما فيها القدس — أكثر من 1085 فلسطينيًا وأصابوا حوالي 11 ألفًا، إضافة إلى اعتقال أكثر من 21 ألفًا منذ ذلك الحين.
كما شنت "إسرائيل" بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 ونوفمبر/تشرين الثاني 2024 حربًا على لبنان احتلت خلالها مناطق إضافية، وواصلت غاراتها الجوية وتوغلاتها البرية في سوريا ولبنان، إلى جانب شن هجمات دامية على اليمن.
المصدر: وكالة الأناضول

