فلسطين أون لاين

(تشامبيونز).. الرياضة لأطفال السرطان أيضًا

...
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

بعد اليوم لن يحرم الأطفال الفلسطينيون المصابون بداء السرطان ممارسة الرياضة، كما يستمتع بها باقي الأطفال الأصحاء، وذلك بعدما خصصت أكاديمية (تشامبيونز) جزءًا من أنشطتها لتأمين بيئة رياضية للأطفال يكافحون فيها السرطان ويحظون فيها بنشاطات متنوعة ترفيهية.

وتمنح الأكاديمية التي تتخذ بمدينة غزة مقرًّا رئيسًا لها الأطفال المصابين حياة أفضل لا يحدها المرض الخبيث، تتحول فيها طاقتهم السلبية إلى إيجابية، في الوقت الذي يمارسون فيه لعبة كرة القدم وأنشطة رياضية على الملاعب المكسوة بالعشب الأخضر الباعث على الراحة.

وتبلورت فكرة تأسيس الأكاديمية الخاصة بالأطفال مرضى السرطان بعد ضيافة الأكاديمية الأم سلسلة فعاليات لدعم ورعاية المرضى من جميع الفئات العمرية، وحينها تلمست إدارة الأكاديمية أهمية توفير أجواء رياضية تنسجم مع خصائص الأطفال تخفف عنهم أوجاع المرض.

وشهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات إصابة السكان الغزيين بداء السرطان، فأصبح من المسببات الأساسية للوفاة في فلسطين بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، في ظل افتقار القطاع الساحلي للإمكانات الطبية اللازمة لعلاج المرضى، نتيجة لقيود الاحتلال الإسرائيلي، وآثار الحصار المفروض منذ قرابة العقد.

المدير العام لأكاديمية (تشامبيونز) الرياضية حسن سكيك قال: "إن فكرة تخصيص جزء من الأكاديمية للأطفال المصابين بمرض السرطان نابعة من المسؤولية الاجتماعية، وترمي إلى توفير بيئة رياضية متكاملة تتوافق مع خصائص المرضى الصغار الجسدية والنفسية، ما يساعدهم إيجابيًّا في رحلة العلاج ويخفف من معاناة أهلهم".

الغايات الأساسية

وتسعى الأكاديميّة التي تضُم أطفالًا تتفاوت أعمارُهم من (5-14 عامًا) إلى دمج الأطفال مرضى السرطان بمختلف أنواعه في المحيط الاجتماعي، لمساعدتهم على النهوض من جديد ومقاومة الداء، بإشراف مجموعة من المُدربين المُختصين في التمارين الرياضيّة وطواقم طبية واجتماعية.

وأضاف سكيك لصحيفة "فلسطين": "سنعمل بجانب تلك الغايات الأساسية على تنظيم حزمة من الأنشطة التدريبيّة الترفيهية وحفلات ومسابقات ثقافية، وإقامة ملتقيات أو دورات تعليمية، وكل ذلك يرمي في الأساس إلى مساعدة مرضى السرطان من الأطفال الذكور على مواجهة المرض وهزيمته بممارسة رياضة كرة القدم داخل أركان الأكاديمية المتعددة".

وبين المدير العام أن الأطفال سيمارسون اللياقة البدنية، وسيتعلمون مهارات لعبة كرة القدم تحت أنظار مدربين متخصصين وطواقم ذات خبرة، استشيروا قبل إعلان افتتاح الأكاديمية لمعرفة مدى قدرة الأطفال المصابين على المشاركة في الفعاليات الرياضية، وتحمل الجهد البدني الناتج عن ذلك.

وأشار إلى أن الفكرة لاقت إعجابًا كبيرًا بعد طرحها على جهات الاختصاص، الأمر الذي شجع إدارة (تشامبيونز) على البدء بتجهيز الترتيبات اللازمة لإنجاح تلك الفكرة التي تعد الأولى من نوعها على مستوى الأراضي الفلسطينية، مبينًا أن الافتتاح الأساسي للقسم المخصص للأطفال المرضى سيكون في منتصف العام الجاري 2017م.

وسجل في الأكاديمية حتى الآن 30 طفلًا من مرضى السرطان مجانًا دون تكاليف مالية مسبقة، وتضم الأكاديمية الأم نحو 300 طفل آخرين من الأصحاء سجلوا بعد دفعهم الرسوم المطلوبة.

وأكد سكيك في ختام حديثه أن عملية اختيار الأطفال المرضى تحكمها رؤية الأطباء والطواقم المشرفة على علاج المرضى وفقًا لحالة المصاب، وقدرته على الانسجام وتحمل الإرهاق الجسدي، وكل ذلك يرمي إلى تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وإبراز وتنمية مهاراته الذاتية على أمل أن تعلب الرياضة دورًا هامًّا في عملية العلاج.

ووفقًا لتقارير طبية متعددة إن ممارسة الرياضة والنشاط البدني يختزلان احتمال حدوث السرطان، إذ يمكنان من تحسين استفادة الجسم من الأكسجين بالرفع من مردوديّة الدورة الدمويّة، وينصح بمزاولة رياضة المشي بانتظام لتحسين نوعية الحياة والنوم، وذلك بممارسة المشي مرات عدة أسبوعيًّا.