تمكن أحمد جودة في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، مؤخرًا، من تغطية سقف منزله ونوافذه بقطع من النايلون لعلّها تحميه وعائلته المكونة من سبعة أفراد من تسرب مياه الأمطار إلى داخله.

واعتاد جودة، وفق ما أخبر صحيفة "فلسطين", أنه مع بداية كل فصل شتاء يقوم بتغطية سقف منزله ونوافذه بقطع كبيرة من النايلون، كي تمنع تسرب مياه الأمطار إلى داخله.

ويشير إلى أنه وعددًا من سكان مخيم الشاطئ يضطرون لتغطية أسقف منازلهم بالنايلون، كأحد الحلول المؤقتة للتغلب على مشاكل الشتاء، وكذلك عدم تمكنه من بناء منزل من الباطون؛ نظرًا لقلة العمل والحصار الإسرائيلي.

وتبدو عائلة جودة، مستاءة من استخدام النايلون في تغطية سقف ونوافذ منزلها، وذلك بسبب الأصوات التي يحدثها عندما ترتطم به الرياح القوية.

ولا يختلف الحال كثيرًا عن محمد راضي، الذي لجأ إلى ذات الطريقة، نظرًا لانخفاض تكلفة النايلون، مشيرًا إلى أنه يضطر في كل فصل شتاء لشراء قطع من النايلون تقدر بـ100 شيكل، تكفيه طوال فصل الشتاء لتغطية سقف منزله.

ويلفت راضي إلى أنه لجأ لتلك الطريقة بعد أن تسربت مياه الأمطار إلى داخل منزله بعد العدوان الأخير على غزة، وما أحدثته القذائف والصواريخ من ثقوب في سقف المنزل.

تواصل العمل

بدوره، أكد مدير العلاقات العامة والإعلام في جهاز الدفاع المدني بغزة، محمد الميدنة، أن طواقم الدفاع المدني تعاملت في محافظات قطاع غزة مع كافة بلاغات الحوادث الناتجة عن المنخفض الجوي، والتي بلغت منذ صباح الجمعة حتى صباح أمس، 51 مهمة إطفاء وإنقاذ وإسعاف، نتج عنها خمس إصابات بين طفيفة ومتوسطة.

وبين الميدنة، لصحيفة "فلسطين" أن طواقم الدفاع المدني في محافظة غزة نفذت 21 مهمة، بينما نفذت في محافظة خان يونس 12 مهمة، وفي محافظة الشمال سبع، ونفذت في محافظة الوسطى ست، وفي رفح خمس مهمات.

وذكر أن طواقم الإنقاذ تعاملت مع 19 مهمة تطاير ألواح معدنية وإسبستية، وثماني مهمات إزالة أشجار وأربع يافطات سقطت على الطرق بفعل الرياح والأمطار، كما عملت على تأمين ستة جدران كانت آيلة للسقوط، وسحبت سيارتين علقتا في تجمعات مياه، إضافة إلى تمكن طواقم الإطفاء في جهاز الدفاع المدني من إخماد ثلاثة حرائق متوسطة نتجت عن تماس كهربائي وعبث أطفال.

وفي السياق ذاته، أعلنت لجنة الطوارئ المركزية بمحافظة رفح عن تسجيل 5 إصابات إحداهما متوسطة الخطورة؛ نتيجة سقوط حجار وتطاير ألواح زينكو خلال المنخفض الجوي الذي يضرب البلاد.

وأكد رئيس لجنة الطوارئ أسامة أبو نقيرة، أنه تم تحويل سيدة وصفت حالتها بالمتوسطة إلى المستشفى الأوروبي؛ بعد سقوط حجر على ظهرها في حي مشروع عامر، بخلاف أربع إصابات طفيفة في حي تل السلطان وحي المواصي.

وبين أن الرياح الشديدة التي رافقت المنخفض الجوي تسببت بسقوط العديد من كوابل وأعمدة الكهرباء في مناطق مختلفة من محافظة رفح وتم التعامل مع كافة الأعطال وصيانتها من قبل الطواقم المتخصصة، إضافة إلى سقوط جدار خارجي لأحد المنازل وتطاير ألواح "الزينكو" عن عدة منازل.

ودعت بلدية غزة، المواطنين في المدينة لاتباع الإرشادات التي نشرتها البلدية على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) ووسائل الإعلام المختلفة والتي تضمنت عدم إلقاء النفايات في الشوارع حتى لا تنجرف مع مياه الأمطار وتؤدي إلى انسداد مصارف مياه الأمطار.

وفي الضفة الغربية، تعاملت طواقم الدفاع المدني خلال الـ24 ساعة الماضية، مع 59 حادث إطفاء حرائق وإنقاذ في المحافظات الشمالية.

وبينت إدارة العلاقات العامة والإعلام، في بيان صحفي وصلت "فلسطين" نسخة عنه، أن طواقم الدفاع المدني، تعاملت مع احتراق ثلاث مركبات في قرية الجيب شمال القدس، وبلدة عناتا شمال شرق القدس، وفي حي رام الله التحتا، وحريق داخل محل لبيع الألعاب والنثريات في مخيم شعفاط، واحتراق محول كهرباء في مدينة قلقيلية.

وأشارت إلى أن طواقمها تعاملت مع حالة انهيار جدار استنادي بجانب المنازل في بلدة العيزرية شرق القدس، وأنقذت طفلا محتجزا داخل إحدى الغرف في منزل ذويه بحي عين مصباح في مدينة رام الله، لافتة إلى أنها أزالت لوحات إعلانية وأعمدة كهرباء وأشجار وخزانات مياه سقطت جراء الرياح القوية في بلدات وقرى الضفة الغربية.

وتسببت مياه الأمطار، بأضرار جسيمة بمنازل وممتلكات المواطنين في حي "باب الحديد" الملاصق لباب المسجد الأقصى المبارك، فيما تسربت مياه الأمطار إلى منازل المقدسيين وألحقت أضرارًا بممتلكاتهم، جراء انسداد فتحات تصريف المياه.

وتتعمد بلدية الاحتلال الإسرائيلية في القدس إهمال البنى التحتية في سائر الأحياء المقدسية، كنوع من العقاب الجماعي على السكان.