فلسطين أون لاين

مستخدمون لمواقع التواصل يتبنون"مخالفاتٍ شرعية"

...
غزة - هدى الدلو

على مواقع التواصل الاجتماعي، كل القضايا عرضة للنقاش والجدال والتفسير والتحليل، وبين فترة وأخرى، تظهر قضايا وأفكار تشغل الرأي العام، في نطاق محلي أو إقليمي أو عالمي، فيكتب مستخدمو هذه المواقع منشوراتهم وتغريداتهم مضمّنينها بوسم "هاشتاج" مُتفق عليه لمناصرة قضيتهم، سواء كانت هذه القضية منطقية أو غير مقبولة، وأحيانا الكثير من المستخدمين للكتابة على وسم يدعم قضية هي في جوهرها حرام، ولكنهم يبرزونها للناس بمبررات إنسانية تعمي عيون المناصرين والداعمين للقضية، كدعم فكرة خلع الحجاب تحت مبرر "الحرية الشخصية"، فيؤيد البعض مفهوم الحرية متناسين أنه في هذه الحالة يحلل حراما.. فما هو موقف الشرع من دعم رواد مواقع التواصل الاجتماعي لقضايا يشوبها حرامٌ تحت غطاء آخر؟، هذا ما نتحدث عنه في السياق التالي:

زعزعة الإيمان

وقال الأستاذ المشارك في الفقه وأصوله بالجامعة الإسلامية د. زياد مقداد: "لقد أصبح التواصل الاجتماعي واسع الانتشار، ودخل إلى كل بيت، حتى أنه بات ممكنا لكل فرد، كبيرًا كان أو صغيرًا، بحيث أصبحت إمكانية الاطلاع على ما تتضمنه الوسائل الحديثة من معلومات وأحداث مكتوبة ومرئية متاحة للجميع".

وأضاف لـ"فلسطين": "أصبح لمواقع التواصل الاجتماعي أثر كبير في بناء الشخصية وتكوين الثقافة والفكر في مختلف المجتمعات، وبالأخص التأثير يزداد على الفئة الشبابية، لكون الشباب تتكون أفكارهم وثقافتهم في هذه الفترة، متابعا: "لذلك يجب علينا كمسلمين أن ننتبه جيدًا لهذا الأمر، وخاصة ما يطّلع عليه أبناؤنا في هذه المواقع، حتى لا تؤثر عليهم سلبًا، وأصبح من المعروف أنها تتضمن الغث والسمين، وفيها ما فيها من الإشكاليات الكثيرة".

وأوضح د. مقداد أنه إذا لم يتحصّن الأبناء ليتمكنوا من التمييز بين الصحيح والخاطئ فإنهم يقعون فريسة الأخطاء والمضامين الفاسدة، خاصة تلك المتضمنة مخالفات للشريعة الإسلامية.

وبين: "التفاعل في هذه المواقع بما فيه كتابة منشورات، ودعم بعض الأوسمة، وإظهار التضامن الإنساني والعاطفي مع قضايا فيها مخالفة للشريعة الإسلامية، له أثر سلبي على شخصية الشباب وثقافتهم، إلى جانب زعزعة الإيمان في أنفسهم".

وأكد: "يحرم نشر مثل هذه الأوسمة المخالفة مخالفةً صريحة للشريعة، ويحرم التفاعل معها تحريمًا جازمًا، ولكن إذا كان لابد من تفاعل، يجب أن يكون لرفض هذا المضمون، ولا بأس في هذه الحالة".

ونوه د. مقداد إلى أن الموافقة على ما يخالف الشريعة، وعدم إنكار الحرام، والمشاركة فيه، أمرٌ محرّم، فالمسلمون مأمورون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وقال: "في هذا الزمان، وفي ظل ازدياد استخدام مواقع التواصل، ينبغي أن يتم متابعة الأبناء، لما تحتويه هذه المواقع من مفاسد قد ينجر الأطفال والشباب خلفها دون دراية ووعي، مع توفير المادة البديلة، والقدوة الحسنة، وتقرّب الآباء والأمهات منهم، حتى لا يكونوا فريسة للشيطان والهوى، ولابد من تربية الأبناء تربية إسلامية صحيحة قائمة على أسس الدين والأخلاق".