إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا ونبينا ومعلمنا وقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد،،،
فإننا نعيش هذه الأيام ذكرى خير البشر، ذكرى الهادي البشير، السراج المنير، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)}.
في عام الفيل ولد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث روى الحاكم في المستدرك عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ.
وروى أحمد في مسنده عن قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: " وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ، فَنَحْنُ لِدَانِ، وُلِدْنَا مَوْلِدًا وَاحِدًا". وتروي كتب السيرة أن أبرهة الحبشي أردا هدم الكعبة المشرفة فسار بجيشه إلى الكعبة ليهدمها، واختار لنفسه فيلا من أكبر الفيلة، وكان في الجيش 9 فيلة أو 13 فيلا، وعبأ جيشه، وهيأ فيله، وتهيأ لدخول مكة، فلما كان في وادي محسر بين المزدلفة ومنى برك الفيل، ولم يقم ليقدم إلى الكعبة، وكانوا كلما وجهوه إلى الجنوب أو الشمال أو الشرق يقوم يهرول، وإذا صرفوه إلى الكعبة برك، فبينا هم كذلك إذ أرسل الله عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ، تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ، وكانت الطير أمثال الخطاطيف،مع كل طائر ثلاثة أحجار، حجر في منقاره، وحجران في رجليه أمثال الحمص، لا تصيب منهم أحدا إلا صار تتقطع أعضاؤه، وهلك، وأما أبرهة فبعث الله عليه داء تساقطت بسببه أنامله، ولم يصل إلى صنعاء، إلا وهو مثل الفرخ، وانصدع صدره عن قلبه ثم هلك". و لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ مِمَّا يَعُدُّ اللَّهُ عَلَى قُرَيْشٍ مِنْ نِعْمَتِهِ عَلَيْهِمْ وَفَضْلِهِ، مَا رَدَّ عَنْهُمْ مِنْ أَمْرِ أبرهة، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ.أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ. وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ.تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ. فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ".
يا أحبابي إذا أردنا أن يدفع الله عنا البلاء وما نحن فيه من كرب ومعاناة فيجب علينا أن نتمسك بمنهج الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فنسير على هديه ونقرأ سيرته ونطبقها في حياتنا. وتأكدوا دوما أن إرادة الله غالبة وأن المخرج مما نحن فيه هو بالتمسك بحبل الله والدعاء والاستغاثة والتذلل والخضوع لله رب العالمين ولاحظوا أن الفيل عندما كانت توجه إلى جهة الكعبة لم تكن تتحرك بينما إذا وجهت إلى الجهات الأخرى كانت تهرول فمن الذي منع الفيل من التقدم صوب الكعبة ؟ إنها إرادة الله تعالى، فلنثق بالله تعالى فالفرج آت لا محالة.