فلسطين أون لاين

​عودة "الباحث" حلم صياديْ غزة

...
صورة تعبيرية
غزة - جواهر حجو

سحرها جعل جميع المارين بجانبها يتساءلون عن حالها وعن سبب هُجرانها رغم أنها جذبتهم بمجرد رؤيتها، وأطلق عليها عارفوها اسم "الباحث"، فهي كسفينة كانت حلم كل صياد غزي كونها تُقوِّي مهنة الصيد وتتميز بضوئها في أعماق البحر وترشدهم إلى الطريق الصحيح.

وتحقق ذلك الحلم وجاءت سفينة الدنمارك"الباحث"ما بين عامي( 1995 -1997) وعملت بغزة ما يقارب خمس سنوات, حيث تحملت ضغط الجو وصعوبته ووقفت أمام العدو وواجهته بكل قوتها دون أن تهاب، وفق ما بين مَنْ عاصروا تلك الفترة لـ"فلسطين أون لاين"..

مدرسة متنقلة

فـ"الباحث" هي سفينة جاءت عن طريق دولة الدنمارك مقطعة إلي أجزاء وتم تصنيعها في قطاع غزة وتجميع كل القطع حتي تصبح مجسماً، وكان أهم أدوارها تدريب الصيادين على احتراف الصيد لأنها مدعمة بأحدث الأجهزة وكانت تضئ المياه في عمق البحر وتوجههم الي السير الصحيح .

يقول مدير خدمات الثروة السمكية بوزارة الزراعة بغزة جهاد صلاح :" الباحث مدرسة للصيادين وعالمٌ خاص بهم، وكانت تُستخدم بشكل كبير في الأبحاث وتطوير قطاع الثروة السمكية التي هي بحاجة إلى تطوير مستمر".

وبين صلاح أن "الباحث" صُنعت بالكامل في قطاع غزة مع دخول بعض الأجهزة الحساسة الخاص بها من الدنمارك جاء ذلك ضمن مشروع بتمويل دنماركي لمساعدة قطاع الثروة السمكية بالقطاع.

وأضاف صلاح أن السفينة كانت مزودة بأجهزة حديثة للبحث العلمي بهدف تطوير قطاع الصيد وأيضاً لإجراء بحث علمي لقطاع الثروة السمكية.

ونوه صلاح إلى أنها عملت على تطوير الشباك الخاصة بالصيد, وكانت وما زالت السفينة الوحيدة لأغراض البحث العلمي بالقطاع واستفاد منها الصيادون بشكل واضح.

الإصرار على رجوعها

وبين صلاح أن هجرانها أثر سلباً على قطاع الصيد بغزة في ظل عجز مالكها الوحيد" وزارة الزراعة" عن تخصيصميزانية للعمل بها رغم عقد جلسات حكومية متعددة بهذا الإطار.

وأشار إلى أن رجوعها سيمثل ثروة كبيرة لمهنة الصيد ولعالم الثروة السمكية فهي ,تزود المتدربين بخبرات واسعة وشاملة .

وقال: "بعد طول غياب قررنا أن نحولها من مشروع خاص بالصيادين والمهتمين بالصيد لـ"حديقة بحرية" بجانب الميناء كمتحف بحري ستكون تلك السفينة جزءاً منه وسيقتصر المشروع على الطلاب والمتدربين سواء جامعات أو مدارس.

جلب الرزق

بدوره ، قال نائب نقيب الصيادين أمجد الشرافي:" سميت بالباحث لأنها تعمل أبحاثاً ودورات للصيادين المبتدئين وكانتممولة من الدنمارك وأشرف عليها مهندسون منها وتم عمل أكثر من رحلة من خلالها كانت مميزة بالحداثة".

ونوه الشرافي أنه في عام 2006 تم تفجير السفينة بعبوة ناسفة من قِبل مجهولين ، ثم قامت الحكومة بإصلاحها لكونها مصدر رزق للصيادين ، مؤكداً أنها توقفت بشكل نهائي عن العمل رغم كل تلك المحاولات.

من جانبه، فإن أقدم صياد في قطاع غزة زياد الهسي والذي عاشر ولادة تلك السفينة يعاني كغيره من الصيادين آثاراً نفسية سلبية جراء توقف "الباحث" الأمر الذي منعهم من تطوير عملهم.

ويبين أنه خاض وما زال يخوض صراعاً مريراً مع المسئولين لإعادة بعث الحياة في تلك السفينة التي كانت أماً للصيادين تلقنهم الدروس والتدريبات اللازمة التي يحتاجونها .

وقال:" "الباحث" علمتنا نظام السير وكيفية مواجهة البواخر في البحر وسير قوانينه ، وكانت تحتوي على أحدث الأجهزة ومزودة بأشعة لإضاءة عرض البحر بما يتيح وضوحاً أكبر أثناء العمل".