فلسطين أون لاين

مجسم سفينة حربية تركية من الكرتون في ميناء غزة

...
غزة - يحيى اليعقوبي

الصورة ليست لمجسم سفينة حربية صممته شركة عالمية خاصة بصناعة المجسمات أو السفن، بل كانت من وحي خيال الشاب الغزي شادي أبو غبن (37 عاما) الذي استغرق مدة عامين على فترات متقطعة في إعداد التصميم، ليعبر عن تقديره لدور تركيا تجاه مساعدة قطاع غزة والتضحية التي قدمها شهداء سفينة مرمرة التركية عام 2010.

سفينة حربية صنعها أبو غبن من ألواح الكرتون المقوى ذات اللون "الفضي"، تضم مهبطا لطائرة مروحية حربية، ودفاعات وراجمات صواريخ، تحمل العلم التركي، اعتنى بها أبو غبن الذي يهوى صناعات مجسمات السفن الحربية والسياحية كما يتحدث لصحيفة "فلسطين".

ونبعت موهبة أبو غبن الذي لم يكمل دراسته منذ صغره، حينما استوحى الموهبة من أحد أقاربه، وبدأ ينمي مهارته فيها، وحينما صمم أول مجسم له لقارب صيد شاهده ذلك الشخص مصادفة وأشاد به وتوقع له مستقبلا متميزا في هذا المجال.

"حب ما تعمل لكي تعمل ما تحب".. من هذه القاعدة مضى في إعداد المجسمات، موضحا أن المجسمات التي يعدها ويقوم بتصميمها نقلا عن صورة لسفن سياحية تستغرق 15-18 يوما، يتحكم بها بدائرة كهربائية تنير كافة جوانبها.

والسبب الذي جعله يصمم هذا المجسم من وحي الخيال وليس نقلا عن صورة وأخذه لهذا الوقت الطويل، يقول: "حرصت أن أدلل بهذا العمل على الدور الكبير والتضحية العظمية التي قدمها الشهداء الأتراك تجاه فلسطين، وكذلك هدفت أن أصمم مجسما من وحي الخيال كي لا يقول لي أحد أنني قلدت تصميما ما".

وذهب للإشارة إلى أن مساحة المجسم تبلغ مترا، ويزيد: "كنت أرغب أن أصمم مجسما كبيرا يوضع بميناء غزة تتبناه مؤسسة تركية ويوضع كنصب تذكاري تخليدا لذكرى شهداء مرمرة"، مبديًا استعداده بتنفيذ فكرته إن تبنت الفكرة.

وشنت قوات بحرية الاحتلال الإسرائيلي اعتداءً داميا على سفينة "مافي مرمرة"، التي كانت ضمن أسطول مساعدات تركي، عُرف باسم (أسطول الحرية الأول)، كان متوجها إلى قطاع غزة في 31 مايو/ أيار 2010م، وأسفر عن استشهاد 10 متضامنين أتراك.