فلسطين أون لاين

​"عفيف العفيفي" وعد أمه ألا يعود إلا سليمًا أو شهيدًا

...
صورة أرشيفية
غزة/ صفاء عاشور:

كانت العائلة بانتظار عودته كما كل جمعة، يعود فيها إلى المنزل يتحدث عما حدث بالقرب من السياج الفاصل وعن الأحداث التي حصلت معه ومع أصدقائه الذين اعتاد الذهاب معهم في كل جمعة منذ بدء مسيرات العودة الكبرى.

ولكن هذه الجمعة لم تكن كسابقاتها فهذه هي الجمعة الأخيرة للشهيد "عفيف العفيفي" من مخيم الشاطئ الشاب ذي الثمانية عشر عاماً والذي أنهى دراسة الثانوية العامة قبل عدة أشهر والطالب في قسم هندسة البرمجيات بالجامعة الإسلامية.

حياة عفيف مثل حياة كل شاب فلسطيني يحلم بالنجاح والدراسة والتفوق في كل مجالات الحياة ولكن هذا لم يعقه عن المشاركة في أبرز حدث يشهده قطاع غزة منذ نهاية مارس الماضي وحتى الآن.

فكانت المشاركة في مسيرات العودة الكبرى أمرًا لازمًا وضروريًا يقوم به عفيف ولا يتخلف عنه حتى في أيام تقديم امتحانات الثانوية العامة، إلا أن هذا الأمر لم يمنعه من النجاح والتسجيل في الجامعة بالتخصص الذي يرغب فيه.

شقيق الشهيد محمد العفيفي أكد أن أخاه محمد كان دائم المشاركة بمسيرات العودة وكان دائم الحديث عنها وعن البطولات التي يقوم بها الشباب الفلسطيني الذين يصلون إلى السلك الزائل ويدخلون إلى الأراضي المحتلة ثم يعودون بسلام.

وقال في حديث لـ"فلسطين": "كنا دائمًا في حالة خوف عليه من ذهابه للمشاركة في مسيرة العودة ورغم رجاء أمي وإخوتي له بعدم الذهاب إلا أنه كان دائم الإصرار على المشاركة مؤكداً لأمه التي كانت تخاف على ابنها أنه لن يعود لها مصاباً أبداً".

وأضاف:" أمي كانت دائمًا ما توصيه بألا يعود إليها مصاباً أو فاقداً لأي جزء من جسمه، وكان يقول لها: "أنا لا أذهب لمسيرة العودة لأعود جريحاً أو مصاباً، فإنا إما أعود سليماً أو أعود شهيداً برصاصة في الرأس أو في القلب".

وأكد شقيقه محمد أن أخاه عفيف أصيب برصاصة مباشرة في القلب أطلقها أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء مشاركته في جمعة "انتفاضة القدس"، لافتاً إلى أن الله حقق لعفيف أمنيته بالاستشهاد وفي المكان الذي يريده.

وبين محمد أن لا أحد من العائلة كان يتوقع استشهاد عفيف، حيث اعتاد الجميع على عودته بعد كل جمعة سليماً دون إصابات، مشيراً إلى أنه حاول هذه الجمعة منع أخيه من الذهاب إلى هناك فوعده عفيف بأن هذه هي الجمعة الأخيرة التي سيشارك فيها في مسيرات العودة وأنه لن يذهب إلى هناك بعدها.

وأردف:" وكأنه كان يعرف أنه سيعود شهيداً وأنه بالفعل لن يعود للمشاركة في مسيرات العودة الكبرى التي كان يؤكد من خلالها على الحق الفلسطيني بالعودة وعيش أهالي القطاع حياة كريمة دون أي تنازلات".

ومنذ 30 مارس/آذار الماضي يخرج المواطنون في قطاع غزة كل يوم جمعة بالآلاف باتجاه السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة شرقي وشمالي القطاع ضمن فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار.