فلسطين أون لاين

​كيف تؤثر بيئة الطفل على مزاجه في الدراسة؟

...
غزة - نسمة حمتو

العديد من العوامل التي تؤثر على التحصيل الدراسي للطفل، ومنها القدرات العقلية لديه سواء كانت مرتفعة أو منخفضة، والتربية الصحيحة في الأسرة ومتابعة الأهل دائمًا للطفل، وكذلك البيئة المدرسية التي يتعلم فيها الطفل، وأقران الطفل الذين يؤثرون عليه، ومن ضمنها كذلك الحالة المزاجية للطفل، وهي ترتبط وتتأثر ببيئة الطفل نفسياً واجتماعياً، وكذلك قناعة الطفل المدرسية.

سوء العلاقات

الاختصاصي النفسي والاجتماعي إياد الشوربجي قال: "إن الأطفال مرتفعو الذكاء لكن لديهم مشكلات أسرية تتسبب في انخفاض مستوى تحصيلهم الدراسي، وأحياناً يعود تراجع الأداء الدراسي للطفل للحالة المزاجية، خاصة إن كان يعيش في جو أسري مليء بالخلاف والتوتر وعدم الاستقرار وسوء العلاقات الاجتماعية أو اضطراب العلاقات الأسرية".

وأضاف: "نجد أحياناً أن الطفل لديه اهتمام في الدراسة، ويتفاعل مع المعلم في الفصل ويبدي اهتمامًا في الجانب الدراسي، وأحياناً أخرى يتراجع هذا الاهتمام".

وأكد الشوربجي أنه من الضروري على الأهل محاولة الاستماع للطفل والتعرف إلى أسباب تراجع مستواه الدراسي, سواء كانت الأسباب تعود للأسرة أو المدرسة أو الأصدقاء.

حلول مناسبة

وأشار إلى أنه يمكن الاستعانة بالمرشد التربوي في المدرسة والتعرف إلى أسباب التراجع ووضع الحلول المناسبة، لافتاً إلى أن الطفل إذا كان لا يتحدث عن الأسباب، يمكن اللجوء لوسائل مختلفة من أجل ترغيب وتعزيز الطفل وجعل البيئة المدرسية بيئة محببة ومرغوبة من خلال تقديم المكافآت أو الحوافز.

وشدد الشوربجي على أهمية إشغال وقت الطفل في أشياء محببة، ومكافأة إنجاز الطفل عندما يتحسن في الدراسة، موضحاً أنه يمكن تقديم بعض المعززات للمدرسة لإعطائها للطفل من باب التشجيع للطفل.

ونبه إلى ضرورة عدم إجبار الطفل وإكراهه على الدراسة، وإنما استعمال أساليب اللين معه، مشيراً إلى أهمية استخدام أساليب تربوية في إثابة الطفل أو حرمانه من أشياء محببة في حالة عدم التزامه.

تعزيز الدور

وقال: "على أن يكون لأصدقاء الطفل دور في المساعدة، فإذا كان هناك بعض الأطفال من أصدقائه في السن نفسه يمكن وضعه بينهم من أجل تعزيز دوره في الدراسة"، مؤكداً ضرورة أن تكون العلاقة بين الطفل والمربي علاقة طيبة.

وأضاف: "إذا أحب الطفل المدرسة ساعده ذلك أكثر على حب الدراسة، ويمكن أن يكون ذلك بالتودد إليه والتقرب منه ومعرفة المشاكل النفسية التي يعاني منها الطفل".

وبين الشوربجي أنه في بعض الحالات، يكون تقلّب المزاج عند الطفل مجرّد مرحلة طبيعية عابرة في حياته، ولكنّه في حالات أخرى يكون نتيجة حتميّة عن مروره بمشاكل عاطفية كبيرة. وأكد أنه من المستحسن دائماً أن يتدخّل الأهل لمعالجة الوضع في أسرع وقتٍ ممكن، حتى إذا ما كانت مشكلة الطفل حقيقية، لافتاً إلى أهمية أن يكتشف الأهل المواهب الخاصة التي يتمتع بها طفلهم ويسعوا إلى تمكينه منها حتى يرضى عن نفسه ويخفف من تقلبات مزاجه.

قسط من النوم

وأشار إلى أنه من الممكن أن تتسبب قلة النوم في تقلب مزاج الطفل، ولهذا السبب لا بدّ للأهل أن يحرصوا على حصول الطفل على قسطٍ وافٍ من النوم، وممارسته التمارين الرياضية التي تعزز مستوى هرمونات المزاج في الجسم.

وقال: "على الأهل أن ينتبهوا إلى ما إذا كان طفلهم حساساً جداً، وما إذا كانت الأحداث التي تحصل للآخرين تؤثر به أكثر من غيره من الأطفال"، مشيراً إلى أنه في بعض الأحيان، قد يكون تقلّب المزاج ناتجاً عن فقرٍ في التغذية، ومن هذا المنطلق، لا بد للأهل من إبعاد طفلهم عن الأطعمة الجاهزة والوجبات الغنية بالسكر والمحليات الصناعية.