فلسطين أون لاين

​مساومة الطفل بالمال خطأ ضرره كبير

...
غزة - صفاء عاشور

قد يؤدي عناد الأطفال وعدم استجابتهم لما يطلبه أهلهم وذووهم منهم إلى اتباع العديد من الأساليب؛ التي يهدف من ورائها الأهل إلى استجابة أبنائهم، ومن هذه الأساليب استخدام المال لترغيب الأطفال بتنفيذ طلبات الأهل، أو حرمانهم منها في حال مخالفة هذه الطلبات.

أخصائي الصحة النفسية د. إسماعيل أهل أوضح أن الكثير من الأهالي يستخدمون المال أسلوبًا تربويًّا، بهدف دفع أطفالهم للقيام بمهام وأشياء معينة بالرغم من أنها من واجبات الأبناء، أو حتى يقلعوا عن سلوك ما.

وقال في حديث لـ"فلسطين": إن "هذا الأمر يعد مقايضة بالمال مقابل تعديل السلوك وهو أسلوب خطأ، من عدة نواحٍ سواء تربوية أو مادية، لذلك لا بُدَّ للأهل من معرفة سلبيات اتباع هذا الأسلوب في التربية".

وأضاف أهل: "يجب على الأهل عدم اتباع أسلوب المال لتعديل سلوك الأطفال، حيث إن المهام المطلوبة من الأطفال ما هي إلا واجبات يجب أن يؤدوها، مثل: العبادات، والواجبات المدرسية، وترتيب مكان نومهم ومعيشتهم وترتيب ألعابهم".

وأوضح أن قيام الطفل بالواجبات المفروضة عليهم يصقل شخصية الطفل ويؤسس له حياة خاصة مبنية على الحب والمشاركة"، مردفًا: "أما إذا ارتبطت هذه الواجبات بالمال ليؤديها فسيصبح الطفل شخصية اعتمادية غير قادرة على الإنتاج إلا بمقابل".

وبين أهل أن المال يعدّ أسلوبًا معززًا سلبيًّا للطفل كي يتقايض أي عمل بالمال، وخاصةً من الناحية النفسية، حيث سيتبع الطفل أسلوب الحيلة كالحيل المرضية أو التعب والإرهاق، ما يضطر الطفل للكذب كي يحصل على المال ولا يقوم بأي مهام مطلوبة منه إلا بالمال، وعليه يتم بناء شخصية الطفل المراوغ.

ولفت إلى أن استخدام أسلوب المال مع الطفل يكوّن أفكارًا مادية خطأ، حيث يعمل الطفل على الارتباط الشرطي بين القيام بأي مهمة مقابل الحصول على المال، وهذا يؤدي إلى طمس حبِّ فعل الخير والمساعدة للإخوة والزملاء وكبار السنِّ، كما أنه لن يقبل القيام بأي عمل تطوعي كتنظيف حديقة المدرسة أو البيت، لذلك يجب عدم ربط المال بالأشياء.

وأفاد أهل بأن السنوات الأولى في حياة الطفل هي من تكون شخصية الطفل، لذلك إذا ما تعود الطفل الحصول على المال مقابل أي عمل يقوم به؛ فإن الوالدين لن يستطيعا تعديل سلوكه وارتباطه بالمال بعد ذلك، وسيصبح الطفل ماديًا للغاية، وقد يصل لمرحلة بأن الطفل قد لا يشتري ما يحب مقابل الاحتفاظ بالمال.

وذكر أنه إذا ما حصل الطفل على المال وأصبح لديه الوفير منه، فهذا قد يعزز لديه فكرة الاستقلال عن أسرته، وقد تنشأ هنا فكرة عدم حب الإخوة والوالدين؛ ما يؤثر في النسيج الأسري والعائلي.

وشدد أهل على أنه من الضروري بأن يستخدم الوالدين والمربين أسلوب المكافأة بالمال أو الهدايا باعتدال، من أجل غرس مفاهيم وقيم الحب والتعاون والمشاركة مع الأطفال، وكي يكون السلوك التربوي والنفسي للطفل مبنيًّا على أسس صحيحة يتوجها الحب والتعاون والإيثار، لذلك على الوالدين عند الإنفاق على مسكين يجب أن يشركوا أبناءهم بذلك.